اشتدت وطأة ضربات التحالف الدولي على نظام الرئيس الليبي معمر القذافي، في الوقت الذي تتقدم فيه قوات الثوار، وفي هذا الإطار أعلن البيت الأبيض البارحة أن القذافي وجه رسالة إلى الرئيس باراك أوباما يطالب فيها بوقف إطلاق النار في إطار الحملة العسكرية الدولية ضد نظامه، غير أن واشنطن أكدت أن وقف النار مرتبط بوقف العنف ضد المدنيين. ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني كارني قوله إن أوباما تسلم رسالة من القذافي يطلب فيها وقف إطلاق النار ضمن إطار عمليات التحالف الدولي ضد ليبيا، مشيرا إلى أن الرسالة ليست الأولى. وشدد كارني على أن وقف إطلاق النار مرتبط «بالأفعال وليس الأقوال» على الأخص وقف استخدام العنف ضد المدنيين وسحب قوات القذافي من المدن المحاصرة. ونقلت شبكة «سي أن أن» عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية قوله إن الرسالة لم تتضمن أي عرض للتفاوض أو التنحي وإن واشنطن لا تأخذها على محمل الجد. وكانت وكالة الأنباء الليبية ذكرت في وقت سابق أن القذافي وجه رسالة إلى أوباما في «أعقاب انسحاب أميركا من التحالف العدواني الاستعماري الصليبي ضد ليبيا»، في إشارة إلى تولي قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) قيادة الهجمات على ليبيا. وكان القذافي قد وجه رسالة إلى أوباما الشهر الماضي قبل بدء الحملة العسكرية. من جهة اخرى، أعلن النائب الأمريكي الجمهوري السابق كورت ولدن عبر صحيفة نيويورك تايمز أنه في ليبيا بدعوة من مقربين من القذافي وأنه سيحاول لقاءه، الأمر الذي وصفته إدارة أوباما بأنه مبادرة خاصة. وقال ولدن في مقال في الصحيفة «هدفنا هو لقاء العقيد القذافي اليوم وإقناعه بالتنحي عن السلطة». وأضاف النائب السابق (19872007) إنه على رأس وفد خاص تلقى دعوة من مدير مكتب القذافي، موضحا ان ادارة اوباما واعضاء في الكونغرس على علم بزيارته. وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية إن ولدن «لا يحمل رسالة» من إدارة أوباما. وأضاف «لا أعرف إن كان ذلك سيساعد أم لا». ولم تعلن واشنطن عن مسعى رسمي للتحاور مع معسكر القذافي. وكان الدبلوماسي كريس ستيفنز وصل الثلاثاء الى بنغازي كموفد لدى الثوار وللاطلاع على أهدافهم. إلى ذلك وعد الحلف الاطلسي الذي انتقده الثوار الليبيون بحماية سكان مدينة مصراتة غرب ليبيا التي تتعرض لقصف قوات العقيد معمر القذافي، فيما أعلنت فرنسا أنه يمكن إرسال مساعدات الى المدينة من البحر. وقالت مساعدة المتحدث باسم الحلف الأطلسي كارمن روميروفي تصريح صحافي إن الحلف «سيفعل كل شيء لحماية المدنيين» في مصراتة، ثالث كبرى المدن الليبية التي تحاصرها قوات القذافي منذ اكثر من شهر ونصف. غير أن مسؤولا في الحلف أكد صعوبة المهمة نظرا إلى تواري قوات القذافي بين المدنيين. وقال الاميرال البريطاني راس هاردينغ معاون قائد عملية «الحامي الموحد» الدولية للصحافيين في المقر العام للأطلسي في نابولي إن «القوات الحكومية الليبية لجأت في الأيام الاخيرة إلى تكتيك غير تقليدي وتسلك الطرقات إلى جانب السيارات المدنية وتستخدم المدنيين دروعا بشرية للتقدم» إلى مواقع الثوار. وحول مستقبل بقاء القذافي، أوضحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون البارحة أن على الزعيم الليبي معمر القذافي تنفيذ وقف إطلاق النار وسحب قواته من المدن التي احتلتها بالقوة وأن يتخلى عن السلطة ويرحل عن ليبيا. جاء ذلك ردا على سؤال بشأن رسالة من القذافي للرئيس الأمريكي باراك أوباما. وأضافت في مؤتمر صحافي: بخصوص الرسالة التي أشرت إليها.. فإنني أعتقد أن السيد القذافي يعلم ما ينبغي عليه أن يفعله. ينبغي أن يكون هناك وقف لإطلاق النار. وينبغي أن تنسحب قواته من المدن التي أخذتها بالقوة. وينبغي اتخاذ قرار بشأن رحيله عن السلطة ورحيله عن ليبيا.