أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في جلسة مساءلة بمجلس الشيوخ بباريس، أمس، أن المسألة المطروحة الآن في ليبيا هي «معرفة الشروط التي سيرحل بها القذافي وليس كيف سيبقى في الحكم». وكشف أن القضايا السياسية المتعلقة بعملية انتقالية محتملة ستناقش خلال اجتماع لمجموعة الاتصال حول ليبيا سيعقد في العاصمة القطرية الدوحة، 13 إبريل. ميدانيا، فر آلاف المدنيين والمعارضين الليبيين من أجدابيا باتجاه الشمال نحو بنغازي بعد شائعات عن تقدم قوات القذافي. وتكدست أسر بكاملها في سيارات وشاحنات وانضمت إلى آليات المعارضين الذين سيطروا على المدينة بفضل سلسلة غارات جوية للتحالف الدولي. تدور مواجهات بين المحتجين والقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي بضواحي مصراتة التي لا تزال تحت سيطرة الثوار. «الوضع هادئ في وسط المدينة. لكن مواجهات تجرى حولها. ويمنع الثوار قوات القذافي من التقدم»، حسب مصدر من المعارضة، أمس. وباتت مصراتة، ثالث أكبر مدن ليبيا التي تبعد نحو 215 كلم شرق العاصمة طرابلس وتشهد معارك مستمرة لأكثر من 40 يوما منذ بدء الانتفاضة، محط أنظار المجموعة الدولية. ودعت الأممالمتحدة إلى وقف المعارك حولها للتمكن من إيصال المساعدات إلى السكان المدنيين وإفساح المجال أمامهم بالرحيل هربا من المعارك. وطالب قادة المعارضة أن يبذل التحالف الدولي، الذي يتولى مراقبة منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا، جهودا أكبر لمساعدة المدينة. وقالت فرنسا إنها تنظر في إقامة ممر إنساني بحري إلى مصراتة. وقتل أكثر من عشرة متمردين في ضربة جوية شنها حلف شمال الأطلسي ضد قافلتهم بشرق ليبيا. ووقع الهجوم بين أجدابيا والبريقة. وأكد الحلف أن كتائب القذافي تقف وراء اندلاع حريق في حقل السرير النفطي شرق ليبيا نافيا أن تكون طائراته قد نفذت أي ضربات جوية في المنطقة. وأضاف أن محاولة إلقاء اللوم على حلف الأطلسي يظهر بوضوح حالة اليأس التي وصل إليها هذا النظام وأن الحلف لا ينفذ ضربات في المنطقة لأنه لا توجد فيها تهديدات للمدنيين. وعلى خط الجهود الدبلوماسية، أعلن النائب الأمريكي السابق الجمهوري كورت ولدن أخيرا أنه وصل إلى ليبيا بدعوة من مقربين من القذافي وسيحاول لقاءه واقناعه بضرورة التنحي عن السلطة، الأمر الذي وصفته إدارة أوباما بأنه مبادرة خاصة. من جهة أخرى، ردت أمريكا بفتور على رسالة وجهها القذافي إلى الرئيس باراك أوباما وطلبت منه القيام بأفعال وليس الاكتفاء بالأقوال، في حين كررت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون القول بأن الزعيم الليبي «يعرف ما يجب عليه أن يفعله». وأضافت أن على القذافي أن يعمل من أجل وقف لإطلاق النار وسحب قواته واتخاذ «قرار حيال رحيله عن السلطة ومغادرة ليبيا». وكانت كلينتون تتحدث إثر لقاء مع نظيرها الإيطالي فرانكو فراتيني. وكان المتحدث باسم أوباما قال على متن الطائرة الرئاسية التي كانت تقل الرئيس إلى فيلادلفيا «يمكننا تأكيد أن هناك رسالة، وهي بالطبع ليست الأولى» من الزعيم الليبي. ولم يفصح عن مضمون الرسالة لكنه ذكر أن أوباما يقول منذ أسابيع إن وقف إطلاق النار في ليبيا مرهون ب «الأفعال وليس بالأقوال وبإنهاء العنف». وفي تطور جديد، تمكن وزير الصناعة الليبي السابق عمر فتحي بن شتوان من مغادرة مصراتة المحاصرة والفرار إلى مالطة على متن مركب صيد وانضم إلى صفوف المعارضين، بعد رحلة استمرت 20 ساعة، الجمعة الماضي، لكن وجوده بقي سرا .