أسئلة يجيب عنها د. سليمان العلي * س: هل كمعلم أتحمل المسؤولية أمام الله في تدني مستوى التعليم؟ هل ينفع أسلوب الضرب مع الطلبة المشاغبين؟ وما هو الأسلوب التربوي السليم معهم، فما نصيحتكم؟ أيمن الغامدي جدة ج: نعم تتحمل المسؤولية بقدر مشاركتك فى التعليم. ولا شك أن المربي الناجح لا يحتاج للعصا إلا نادرا، وما ضرب رسولنا صلى الله عليه وسلم بيده امرأة ولا طفلا ولا خادما إلا أن يقاتل في سبيل الله، ولا يعني هذا أنه ما كان يصوب الأخطاء ولكنه عليه صلاة الله وسلامه كان يعبر عن عدم الرضا بلون وجهه وبنبرة صوته، وبحركة يده وجسده، وكان يشجع المحسن ويتلطف مع المسيء، وينمي الجوانب الإيجابية، ويشجع التخلص من السلبيات، فكان يقول: نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل، وكان يفتح أبواب الأمل للمسيء، ويحفظ له حرمته ومشاعره، فكان يقول: (ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا)، ويقول (لينته أقوام...)، وكان يوزع الألقاب والاهتمامات بين أصحابه وأتباعه وهذا له أثر عظيم؛ لأن الطالب قد يندفع للشغب والإزعاج ليلفت الأنظار أو الشعور بعدم العدل أو إحساسه بقلة العواطف تجاهه. والمربي الناجح قريب من طلابه يخلص في نصحه لهم ويحرص على أن تكون النصيحة في السر، ويتخذ الجوانب الإيجابية في الطالب مدخلا إلى نفسه، ويذكر الطلاب بحلاوة النجاح، ويخوفهم من عاقبة الإهمال، فإن القرآن يدفع الناس للمعالي والخيرات عن طريق التذكير بالجنة والنار، وإذا نجح المعلم في الدخول إلى قلوب طلابه، فسوف يحرصون على طاعته ويتألمون لغضبه وهذا الشعور يغني عن كثير من القسوة. ولا شك أن المقررات الدراسية لها أثر عظيم، ولكن المدرس الناجح يؤثر بسلوكه وأخلاقه وجديته على طلابه، حتى لو كان مدرسا للرياضة البدنية فإنه يستطيع أن يربي على الألفاظ الطيبة والمشاعر النبيلة، ويربي على الحياء والفضيلة، فالمنهج بمدرسه والسيف بحامله، وما الذي يمنع المدرس وهو خارج من الفصل أن يودع طلابه بكلمات ونصائح نافعة تظل عالقة بالأذهان حتى اليوم الثاني؟ وما الذي يمنعه من السؤال عن أبنائه الطلاب إذا تغيبوا والثناء عليهم أمام أهلهم وتشجيعهم على سلوك طريق الصلاح والنجاح، ولا شك أن علاقة المدرس بأسرة التلاميذ تعين على انضباط الطلاب ونجاحهم، وتزرع الثقة في نفوس الآباء، وإذا فاز المعلم بثقة الآباء واحترامهم فإنه سوف يفوز باحترام الأبناء وطاعتهم. * مدرب ومستشار برامج إطلاق القدرات وتطوير الذات [email protected]