* في البدء.. تسلق القلم أصابعي وزوابعي وبدأ ينزف .. (بيتي أنا بيتك .. وما إللي حدا.. من كتر ما ناديتك وسع المدى..) * بعدها .. أدركت مقدار الشراسة الكامنة في أصابعي الغضة التي تقيأت ذلك الحبر المتشائم في بلاد تشرق عليها الشمس في اليوم عشرين مرة .. عاد القلم يمارس تسلقه البهي لأصابعي ومصاعبي والأطفال منثورون في شوارع هذه المدينة الشامية التي أطل عليها من شرفة سرقت لون الصباح ودهشة الضوء الساطع من أحشاء ليلة متخمة بالأغاني والقصاد المتحركة .. كل شيء كان يحرض على الجمال و التنفس الطبيعي دون الحاجة إلى (أنابيب أكسجين) ! وهناك على أطراف تلك المدينة الراقدة في مباهجها تتمدد الشفاه لتتسع لأكبر عدد من البسمات وأكثر وردا من النسمات وأوفر عددا من القسمات.. وتتمايل شجرات التفاح في حناجر الأطفال والكبار .. كان العيد يتجول بثيابه الباذخة البياض يملأ جيوبهم بالمطر والحلوى.. وصوت فيروز يمشط الأرصفة ويوزع الأرغفة: ( بهالعيد .. بدي اقدم هدية. لاذهب لا ورود جورية.. عبالي أضم زهرة وقلب .. اقدمهن للعيد عيدية) ! شعرت حينذاك.. بروعة العيد وبهجته التي كنت أسمع عنها منذ أن هجرنا العيد عندما كنت طفلا غافيا في أحضان قريتي الصغيرة هناك حيث غادرنا ولم يعد ! وتيقنت من أنه لا بد لي أن أسافر كل موسم عيد حتى أقابل هذا الكائن وأصافحه وأعانقه.. وأشبع من دفء لون أحضانه القزحية.. الدروب تتناثر والخطى تتكاثر.. والركض يزداد عشبا وصهيلا.. والصهيل يكتسح ميادين المدينة.. والفتيات يغزلن أصواتهن على خيوط غناء حديث.. فلم يعد يقنعن بما كانت تردده فتاة الضيعة: (بيع الجمل ياعلي.. واشتري مهرن إلي)! فقد تغير علي فكريا واجتماعيا وحضاريا.. وذهب بالجمل بما حمل! * القلم لايزال يمارس تسلقه.. يتشعبط بأصبع كسول وينكسر القلم كصوتي.. أنتبذ ركنا قصيا.. أدير دولاب الذاكرة.. ويشرع الأنين أبوابه والحنين أسبابه وأظل أغني: وأغني بكل بهاء.. (نطرتك عبابي بليلة العيد .. مرقوا كل اصحابي .. وحدك اللي بعيد.. شو نسيت المواعيد .. وهدية العيد) !. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 244 مسافة ثم الرسالة