طالب سكان وزوار محافظة جدة الأمانة بضرورة مضاعفة جهودها لمعالجة الأضرار التي خلفتها الأمطار الأخيرة التي شهدتها المنطقة خلال الشهرين الماضيين، فيما لا زالت العديد من الشوارع والمواقع في المحافظة تعاني تلفيات وآثارا سلبية مختلفة. وطالب الأهالي أمانة جدة تسريع وتيرة أعمالها الخدمية وتطوير إمكانياتها لإعادة تأهيل العديد من الطرقات والشوارع الرئيسية التي تشهد كثافة مرورية كبيرة، فيما باتت تشكل الآثار التي خلفتها الأمطار في تلك الشوارع خطورة كبيرة على العابرين. وكان وكيل أمين جدة للخدمات المهندس علي القحطاني، أكد ل«عكاظ» أن الأمانة ستعمل على إعادة تأهيل المواقع المتضررة جراء الأمطار التي شهدتها المحافظة وفق إمكانياتها، مشيراً إلى أن الأولوية لإعادة التأهيل ستكون للمواقع الأكثر تضرراً. ويرى مسؤولون في الأمانة أن الجهود ما زالت مستمرة لإصلاح الأضرار التي لحقت بطرق وشوارع المحافظة، وهو ما رصدته «عكاظ» في عدد من المواقع، حيث جندت الأمانة العديد من عمال النظافة، وكلفت شركات خدمية بإصلاح الأضرار الموجودة في تلك المواقع والشوارع الموصلة إليها، وكان أبرزها شارع أم القرى المؤدي إلى خمسة أحياء شمالي المحافظة، حيث بدأت شركات خدمية في تنفيذ مشاريع خاصة بتصريف مياه الأمطار والسيول قبل نحو شهر، وما زالت الأعمال فيها مستمرة، كما رصدت «عكاظ» عمالا تابعين للأمانة في عدة مواقع يعملون على معالجة الأضرار التي لحقت بها، فيما عبر عدد من أهالي جدة عن أملهم في أن تمتد جهود الأمانة لمعالجة الأضرار التي لحقت بباقي الأحياء المتضررة، وألا تقتصر جهودها على مواقع دون أخرى. ويرى المسؤولون أن عملية إعادة تأهيل الشوارع ومعالجة السلبيات يحتاج إلى وقت كاف، مطالبين الأهالي بمنحهم فرصة زمنية كافية قبل توجيه الانتقادات وإطلاق الاتهامات بالتقصير، لا سيما أن بعضهم يعملون خارج أوقات دوامهم الرسمية لمراقبة عمليات التأهيل والإصلاح وحث العاملين على الانتهاء والإنجاز في أسرع وقت ممكن. ورصدت «عكاظ» خلال جولة على عدد من المواقع والطرق الحيوية في المدينة، مرتادين أبدوا استياء بالغا من أوضاع كثير من تلك الشوارع والطرقات، دون رصدهم أية جهود ملموسة في العمل على معالجة الأضرار التي لحقت بها. وكان أبرز تلك المواقع جسر «بريمان» الذي يتقاطع مع طريق الحرمين السريع، وبالرغم من أهميته كشريان رئيسي يصل بعض أحياء المدينة ببعض، إلا أن التلفيات التي لحقت بهذا الموقع عقب موسم الأمطار، تعكس إهمالا لا يتواءم مع وعود المسؤولين في الأمانة، والذين أكدوا مرارا أنهم يعملون ليل نهار على معالجة الأضرار التي لحقت بالشوارع والطرقات الرئيسية في المحافظة. ويعاني مرتادو طريق بريمان من مصاعب كبيرة، لعل أبرزها تعرض مركباتهم للتلف جراء الحفر الوعائية التي يغص بها الشارع، إضافة إلى تلف تام لحق أجزاء واسعة من الطريق حالت دون عبور المركبات، لا سيما الصغيرة منها، دون العمل على معالجتها منذ أكثر من شهرين وحتى لحظة إعداد التقرير للنشر، إلى جانب الحوادث المرورية التي تشهدها الكثير من تلك المناطق، نظرا لانشغال السائقين برداءة الطريق ومحاولتهم تفادي الحفر على حساب المركبات الأخرى، مما نتج عنه حوادث مرورية ألحقت أضرارا بالعديد من المركبات. وفي جولة على أحياء مشرفة، الرحاب، الصفا، والعزيزية، رصدت «عكاظ» العديد من المواقع التي ما زالت تنتظر عمليات الإصلاح، والتي زعمت الأمانة أنها بدأت في تنفيذها، حيث تمثلت أبرز السلبيات المرصودة في تلك الأحياء، في تشققات واسعة لحقت الطبقة الأسفلتية على امتداد الطرق الرئيسية والفرعية في تلك الأحياء، إضافة إلى انهيارات شهدتها أجزاء منها، كما تمثل الحفر الوعائية التي تملأ تلك الشوارع هاجساً كبيراً للأهالي والزائرين منذ عدة سنوات، دون أن تعمل الأمانة على اتخاذ إجراءات حازمة لإنهاء هذه المعاناة. وعلمت «عكاظ» من مصادر مطلعة في أمانة جدة، أن الأمانة ضاعفت جهودها خلال الشهرين الماضيين؛ لإعادة تأهيل العديد من المواقع المتضررة، ورصدت ميزانية تجاوزت 100 مليون ريال لتلك العمليات، وبينت المصادر أن التقارير التي يعدها المسؤولون عن تنفيذ المشاريع العاجلة لإعادة تأهيل الشوارع والطرقات، كشفت عن تحسن ملموس في مستوى الإصلاحات التي تمت حتى الآن، ويأتي هذا بحسب المصادر، انطلاقاً من اهتمام ومتابعة أمين جدة الدكتور هاني أبو راس وإشرافه المباشر على عمليات إعادة إصلاح الشوارع المتضررة وتأهيلها، والمراقبة الميدانية على الأعمال التي يجري تنفيذها.