سبحان الله كم هي تلك المعاني التي فجرها الملك عبدالله من خلال حضوره المتميز في فترة وجيزة .. اختزل فيها عطاء السنين .. وتجمع في كفه خير كثير .. شغل الأحياء والمجالس وبهر أسماع وآذان الكون .. يأتي ذلك في موسم جفاف الخير وتصحر العطاء .. الأمر الذي كان لتراكماته وتداعياته أن شحنت النفوس بمخزون من الحقد والكراهية والمقت لكثير من الأنظمة .. التي بددت ثروات شعوبها وجيرتها لمصالح أسرها والمقربين من المنافقين والخونة .. وكانت هذه التفجرات والتحولات التي تأتي مصداقية لحديث الحبيب محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم «إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم» أو كما قال. حركة الأفلاك: كانت ذاكرة التاريخ تحتفي بتلك القصة لتلك العربية العظيمة في أمومتها والتي هي نموذج لأمهات كثيرات رصعن جبين تاريخ الأمة العربية .. تروى القصة أن ابنها قد جلس بين يديها يملأ عينيه بوجه تلألأ نورا وضياء .. سألها: كيف يكتسب العز يا أماه؟ نظرت إليه بحب وإعجاب نظرة لا يعرفها إلا من كان محبا ومحبوبا .. يا بني .. دائرة الأفلاك لا تديم نعمة .. ولا تقيم نقمة .. لقد وضع الله في كل قلب ما أشغله. الملك عبدالله يطوق أعناق شعبه بالمبادرات: تذكرت هذا في سياق مواقف عدة مرت عليها أيام وسنون .. ولكنها ما زالت عالقة في أذهان الكثيرين وخاصة أولئك الذين كان حظهم مجالسة عبدالله الفيصل يرحمه الله في صالونه الأدبي .. كان شديد التقدير والإعجاب لمحمد سرور الصبان يرحمه الله .. ذلك الإنسان أحد النبلاء في هذا الوطن العريق .. والذي كان قامة وهامة وكما قال عبدالله الفيصل كان الصدر يتحول حيث ما كان يجلس محمد سرور .. ولست هنا لأنبش القبور كما يحلو لأستأذنا الراحل محمد حسين زيدان .. ولكنها تداعيات هذا الموضوع. تحدث الأخ الزميل الصديق محمد عبده يماني يرحمه الله عن محمد سرور الصبان .. ذلك العلم الشامخ مبديا إعجابه به ومسلطا الضوء على جنبات هذه الشخصية الكبيرة .. وسر تواضعه وحب الناس له .. قال الدكتور اليماني لقد استرعى انتباهي وانتباه الكثيرين تلك اللوحة العملاقة لما حوته من قاعدة ذهبية .. كانت هي مناط فكر وأسلوب الصبان في تناوله لأسلوب الحياة .. وتعامله مع الأصدقاء ومع المسؤولين ومع الناس. كانت اللوحة التي خلفه والتي يطالعها كلما دخل مكتبه تضم هذه الحكمة .. حركات الأفلاك لا تديم لأحد نعمة ولا تبقي على أحد نقمة .. فمن وليّ منكم أمرا فلتكن همته تقليد المنن أعناق الرجال. وبالتالي فهي تفسير لسر نجاحات هذا الرجل ونبوغه في الإدارة والتعامل مع الآخرين .. وقد جليت الصورة التاريخية .. فإني أدلف إلى المعنى الذي رمز إليه عنوان مقالتي اليوم .. فالملك عبدالله منذ أن ولي أمرنا .. فقد كانت همته تقليد المنن أعناق الرجال والنساء والأطفال في سمو وحنو وأبوة .. كانت تشتعل توهجا وتفاعلا وإيجابية مع كل ما من شأنه أن يولد الفرح والسرور .. ويضفي آفاقا جديدة تفتح المستقبل وتشرع نوافذه من خلال عطاءاته الثرة التي جاءت لتلبي احتياجات كثير من الأطياف .. ولتكون تدفقات للخير وللنماء .. الأمر الذي سيكون له ما بعده .. وإذا كان لكل فعل ردة فعل .. فردود الأفعال كانت في معظمها إيجابية ومستوعبة لهذا النبل وهذا الكرم الذي وأن كان من حق الشعب .. ولكن كثيرا هم الذين لا يحترمون حقوق شعوبهم .. وذلك مبعثة ضعف الإيمان .. ولكن عبدالله بن عبدالعزيز الرجل المؤمن الشهم النبيل الذي يخاف ربه ويعرفه حق المعرفة .. كان كبيرا عندما طلب إلى شعبه ألا يضفوا عليه ألقاب (ملك القلوب .. ملك الإنسانية) أنه منتهى التواضع أمام الله سبحانه وتعالى .. هذا التواضع الذي لم يزده إلا رفعة وتألقا ومحبة. المطر له محب وله كاره: رغم أن المطر هو عطية السماء للأرض ومن عليها إلا أن هناك من يكره المطر لاعتبارات عدة وسبحان الله «قتل الإنسان ما أكفره» أحدهم أمام سيل العطاءات قال .. إن الديوان الملكي أصبح ملاذا .. يعني أن كل من أراد حاجة لجأ إليه .. ولعل المنصف الواعي يعرف أن في هذا دلالة وشهادة للديوان الملكي بحفاوته البالغة بحوائج أبناء شعبه .. يصغي على مستوى الآحاد ومستوى المجموع .. وأحد المتفيهقين (الورم على حد تعبير أستاذنا الزيدان يرحمه الله) .. كان وحده الذي لم ترضه الأوامر الملكية.. ولم تقنعه .. متلقفا للآراء الشاذة التي ألقت بها بعض الأجهزة الحاقدة (سبحان الله) .. (رب كلمة قالت لصاحبها دعني .. فموتوا بغيظكم) .. حفظ الله مليكنا ورعاه وأدام علينا نعمة العز والأمن والأمان وتفجرات الخير .. ووقانا الله شر الأشرار وشر أنفسنا .. وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة