إن أجمل ما طرح في منتدى جدة الاقتصادي هذا العام بالنسبة لي على الأقل، هي ورقة رئيس مجلس إدارة معهد الملك فيصل للدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز، إذ تركزت ورقته أو كلمته في المنتدى على فكرة تستحق أن نتوقف أمامها كثيرا. فهو أي الأمير تركي دعا إلى انتخاب أعضاء مجلس الشورى السعودي، وارتكز في كلمته هذه على دعوة الملك عبد الله بن عبد العزيز لتحقيق طفرة كبيرة على صعيد العمل خلال ال 15 عاما المقبلة. وأن المواطنة المزدهرة تعني الاعتماد بشكل كبير على أبناء وبنات الوطن المؤهلين لتحقيق النهضة الشاملة خصوصا أن المملكة تملك إمكانات بشرية كبيرة. هذه الورقة كنت ومازلت مؤمنا بها أو في فلسفة الانتخابات، وأن مجلس الشورى لكي يحقق كل ما يتمناه الجميع، يفترض أن يكون قائما على الانتخابات، ولو بالتدرج، كأن ينتخب نصف أعضاء المجلس في الدورة القادمة، ثم في الدورة التي يليها يضاف الربع، ثم يصبح المجلس بأكمله منتخبا. فالعضو المنتخب من قبل المجتمع، يختلف كثيرا عن العضو المعين، وسبب الاختلاف هنا، أن العضو المعين عادة ما يتبنى فكرة ألا يسبب ضجيجا خوفا من أن يخلق مشاكل، أو أعداء في المجتمع بحكم أن المجتمع متعدد الأطياف، فيظن أن طرحه لقضايا بعض المجتمع سيؤدي إلى إبعاده عن المجلس، وإن كان من عينه لا يريد منه أن يكون سلبيا، ويود منه أن يشارك وبقوة من أجل دفع المجتمع إلى الأمام.. إلى التطور. فيما العضو المنتخب وإن كان يبحث عن المناصب، إلا أنه ورغما عنه سيضطر لتحقيق مصالح من انتخبوه، لأنه إن لم يفعل هذا في الدورة القادمة سيجد نفسه خارج المجلس. بقي أن أقول: إن مداخلة أو ورقة الأمير تركي الفيصل تستحق أن تتبناها أيضا وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي، وأن تضعا استراتيجية لإعداد الأجيال القادمة للانتخابات، فتحقق ما يتمناه الجميع «شعبا وحكومة». وأن تعد جيلا يفهم ما الذي تعنيه الانتخابات، وأن الفرد عليه أن ينتخب من يقدم برنامجا أفضل لتحقيق مزيد من الرفاهية والتطور، لا أن ينتخب ابن قبيلته أو مذهبه. فهل تتبنى الوزارتان هذه الاستراتجية، وتبدأ بتعليم الطلاب فكرة الانتخابات، فتطرح فكرة انتخاب طلاب في مجلس المدرسة، وطلاب في مجلس الجامعة؟ إذ ذاك تصبح أحلام المجتمع بأكمله واقعا معاشا، يحمي الأجيال القادمة من مستقبل مجهول. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة