مضى شهر تقريبا على أحداث جدة أو جريمة غرق جدة، وكنت وبشكل متقطع أتابع ردة فعل مجلس الشورى، وما الذي سيقوله، وما الإجراءات التي سيتخذها ليحاول جاهدا ألا تتكرر هذه الكارثة غير الطبيعية بالنسبة لحجم الأمطار، والطبيعية بالنسبة للمجهود المبذول من المفسدين في الأرض. لم أرصد أية ردة فعل من مجلس الشورى تستحق التوقف عندها لمناقشتها أو تأييدها أو الاختلاف معها، حتى ما قاله أحد أعضاء مجلس الشورى بأن الإعلام بالغ في ردة فعله تجاه جريمة جدة، كلام لا يستحق التوقف أمامه كثيرا لأن ما صدر ردة فعل فردية من شخص لا يحب أن يزعجه أحد بمصائب الناس. فهل يمكن للمجلس الموقر أن يخبرنا ما هي مهماته التي ستجعله يتحرك ويصبح خلية نحل ويعمل بجد لمصلحة المواطن والوطن؟ كنت وبعد الأحداث المتتابعة في أكبر ثلاث مدن في السعودية (جدةوالرياض العاصمة والدمام)، أتوقع أن يفعل مجلس الشورى شيئا، ويسائل الأمانات الثلاث في تلك المدن، ويحضر الوزارات المعنية، ويطالب إن لم أقل يحاكم أولئك المسؤولين عما حدث. ولا أقصد هنا غرق جدة الذي وجه الملك عبد الله بتشكيل لجنة له لمتابعة الجريمة ومطاردة المجرمين، بل أقصد ما حدث للطرقات والأنفاق في المدن الثلاث؛ ففي جدة شاهد الجميع غرق نفق الملك عبد الله وتشقق الشوارع وعدم جودتها، في الرياض غرق نفق مخرج 15، وفي الدمام غرق نفق تقاطع طريق الملك فهد مع تقاطع طريق الأمير نايف، ولولا وجود الدفاع المدني هناك لغرق المواطنون فيه. كنت أتوقع من مجلس الشورى أن يسائل الوزارات المعنية، ويطالبها بالتحقيق مع الأمانات، ويطلب مخططات كل مدن المملكة؛ لتتم دراستها ومعرفة جدوى تنفيذ المشاريع فيها، وهل كان الخلل في تنفيذ المشاريع أم المشكلة في الصيانة والتشغيل، وأن هذه الأنفاق تصرف المياه، ولكن وبسبب تراكم الرمال طوال السنة في مجاري تصريف المياه، لم تعد الأنفاق قادرة على تصريف مياه عادية وبسيطة، فتحولت لبحيرات موت تنتظر المواطنين لقتلهم. إن الكوارث تحدث أحيانا بسبب غياب الرقابة وأطماع بعض المسؤولين لتحقيق مصالحهم على حساب المواطن والوطن. وحين تحدث الكارثة يتحرك المجتمع بمؤسساته ويتم التحقيق فيما حدث، وتتحرك المجالس التشريعية ليس للتحقيق فقط؛ بل ولمنع تكرار حدوث الكارثة، ومجلس الشورى إلى الآن لم يتحرك كما يجب، ولم يفعل شيئا حيال ما حدث لأهم مدن المملكة، وبالتأكيد لن يتحرك للمدن الأصغر، فمتى سيتحرك، وما هي مهماته؟ على الأقل ليفهم المواطن ما هو المرجو من مجلس شورى أصبح يغضب بعض أعضائه حين يزعجهم أحد. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة