اختلفت الآراء حول جدوى الملتقيات الثقافية في تشكيل رؤية نقدية تبلور لمدرسة أو منهج نقدي محلي يبرز الأطروحات والأفكار والرؤى التي يطلع بها المثقفة والمثقف السعودي رغم استمرارية تراكمها السنوي. ويرى المهتمون بالشأن الثقافي والنقدي على وجه الخصوص أن ملتقى نادي جدة الأدبي رغم تسيده للساحة النقدية المحلية وما يميزه من مشاركات عربية ومحلية وما يطرح فيه من أفكار، إلا أنه لم يشكل إلا إرهاصات لم تتبلور سماتها بعد، معتبرين أن الجهد الذي يقدمه النادي لخدمة الحركة النقدية جهد مقدر لكن لم يتبلور في تشكيل اتجاه نقدي أو مدرسة نقدية بعينها تشبه حلقة «براغ» والاتجاهات والحلقات النقدية الأخرى. إشاعة جو نقدي التجربة والاستمرارية وتنوع المحاور وتعدد الأسماء أتاحت التوسع في دائرة الاشتغالات النقدية سواء بطرح موضوعات متجددة وحيوية وصولا إلى مناطق ذات درجة من الحساسية. أما أن تشكل هذه الملتقيات مدرسة نقدية هذا أمر يتعدى مسؤولية أي ناد أدبي، فالمدرسة النقدية تحتاج إلى تراكم الجهود وهو أمر يمكن أن تضطلع به مختبرات ثقافية مهمتها الدراسات النقدية وتشكيل رؤية ذات خصائص مشتركة، لذلك يبدو أن المهمة انحسرت في إشاعة جو نقدي وخلق تيارات وسجلات كان يفترض في المشهد الثقافي أن يتلقف مبادرة نادي جدة ويستكملها لتطرح على مستوى الدراسات الإعلامية والأكاديمية. محمد العباس ناقد تراكم نقدي لم يتبلور أميل إلى الرأي الذي يرى أن هذا الملتقى لم يشكل مدرسة نقدية واضحة المعالم يمكن الاستناد إليها؛ لأن هذا الملتقى لم يشكل مدرسة واضحة المعالم يمكن الاستناد إليها والإشارة إلى منجزها، ويبدو أنها تشكل تراكما نقديا لم يتبلور بعد ولكن ينبغي الإشادة بهذا العمل السنوي والمطالبة باستمراريته في المستقبل ليشكل هذا الملتقى وغيره مدرسة مؤثرة في الوسط الأدبي باستقطابه نقادا محليين وعربا ويستوعب كافة الأطروحات والفلسفات النقدية، ولتحقيق هذه الرؤية ينبغي أن لا ينحاز هذا الملتقى إلى تيار نقدي دون آخر والاهتمام فقط باللغة واللسانيات. أحمد بوقري ناقد خريطة طريق لا نستطيع أن نجزم بأن هنالك مدرسة نقدية تنشأ أو تتبلور من هكذا ممارسة للفعل النقدي والبحثي المؤطر لكثير من الأطروحات الفكرية والفلسفية السائدة في فترة ما، لكن بلا شك نستمد من خلالها بروز أسماء في المشهد الثقافي خدمت فيما بعد المنتج الأدبي المحلي من خلال ما يقرأ في الدوريات والصفحات الثقافية، ولكن نستطيع القول إن بروز ملتقيات قراءة النص التي أسس لها نادي جدة الأدبي شكلت خريطة طريق لحضور نقدي مميز على الساحة. د.فاطمة إلياس أكاديمية مدرسة جدة النقدية لقد وصل «ملتقى النص» إلى دورته ال 11 وبالتأكيد فهو قد شكل مرحلة نقدية مهمة، ففي الدورة السابعة خرج بتوصية إنشاء «مدرسة جدة النقدية»، وهذا يدل على أن الملتقى أسس لهذه المدرسة التي يتواصل عطاؤها من خلال الناقدات والنقاد في المملكة. وفي المشهد الثقافي العربي، لقد أسس ملتقى قراءة النص لنادي جدة الأدبي مدرسة نقدية في اللسانيات، وهاهو هذا العام يؤسس لمرحلة عن اللغة النقدية والإنسان. د. يوسف العارف ناقد دوائر بحثية مفصومة الملاحظ أن هذه الأنشطة النقدية تحرك الركود في المشهد النقدي، إلا أنها شكلت دوائر بحثية مفصومة العرى لم تحاول أن تجسد بيانا نقديا يتسنى إطلاق صفة «مدرسة نقدية» عليها، كما هو الحال في تشكيل مدرسة «براغ» النقدية عام 1931م. أتطلع أن نخضع الرؤى النقدية المستقبلية حينما نخطط لأنشطة نقدية كملتقيات أن نحاول برمجة منهج يؤسس لمدرسة نقدية ذات سمة وصبغة مميزة تجعلها ضوءا ينطلق في الفضاء يشير إلى فاعلية جدة في بناء منهج نقدي متميز. د. جميل مغربي أكاديمي تفعيل حركة النشاط النقدي لا أعتقد أن منتدى قراءة النص لأدبي جدة يؤسس أو يبلور لمدرسة نقدية؛ لآن هذا ليس من أهدافه ولكنه يعمل على تفعيل حركة النشاط النقدي بصورة أرجو أن تكون مهنية وعلمية، ومن ثم فتح مجال المشاركة المتنوعة للمتخصصين والمعنيين بالشأن النقدي في الداخل والخارج، أرجو أن يأتي اليوم الذي يحضر فيه المشاركات والمشاركين لمثل هذه الملتقيات النقدية لقيمتها ومستواها، وهذا الملتقى ليس جهة أكاديمية أو علمية يمكنها أن تعمل على تأصيل منهج نقدي وعلمي. د. عبد الرحمن الوهابي أكاديمي