انطلق مساء ليلة البارحة، بفندق قصر الرياض، ملتقى النقد الأدبي في المملكة، في دورته الثانية تحت عنوان: الخطاب النقدي المعاصر في المملكة العربية السعودية، والذي يقيمه النادي الأدبي الثقافي بالرياض. وقد بدأ حفل الافتتاح بآيات من القرآن الكريم، فكلمة رئيس النادي الأدبي بالرياض، الدكتور سعد البازعي، الذي تناول في كلمته، دور النقد في تأصيل قيم الفنون، والآداب على مر العصور..باعتبارالنقد بوابة تدخل من خلالها الأعمال المعرفية إلى القارئ والمتلقي العام، مستعرضا في كلمته عمليات النقد المختلفة. وفي معرض حديثه قال د. البازعي:بأن هذا الملتقى الثاني يؤمل عليه الكثير من الأهداف المنشودة، على مستوى مشهدنا النقدي في المملكة، باعتباره ينطلق من نواة معرفية نقدية:قول على قول، أو ما يسمى بنقد النقد، منوها بالنقد كمؤشر حضاري وثقافي، يقف ويرصد مفاصل جوهرية، في مسيرة الأعمال الثقافية، مختتماً كلمته، بشكره لوزارة الثقافة والإعلام، ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، مكررا ترحيبه وشكره للمشاركين والمشاركات بالملتقى. أما كلمة المشاركين في الملتقى، فقد ألقاها إنابة عنهم، د. محمد بن مريسي الحارثي، الذي عرج في كلمته على نتائج الملتقى النقدي الأول، الذي أقامه النادي تحت عنوان:النقد في مراحله الأولى المبكرة، كما عرج د. الحارثي، على دور النقد في رصد المنجز الثقافي، وماينتجه للمشهد الثقافي من بحوث، ورؤى، تحقق الكثير من الأهداف للمشهد الثقافي. واستعرض د. المريسي، في كلمته، أهمية هذا المشروع النقدي، في خدمة مشهدنا الثقافي، وإلى أهمية توسيع الرؤى والأفكار، حول مستقبل هذا الملتقى في دوراته المقبلة، وخاصة على اعتبار ما يتميز به خطابنا النقدي، من مرجعية سماوية، وأصول عالمية، تجعله خطاباً نقدياً منفتحاً، وخطاباً ينمو بشكل مطرد، بعيداً عن الجمود، والتوقف، مثمناً دعم الوزارة لهذا الملتقى، ومشيدا بدور نادي الرياض الأدبي، ولجانه العملة على هذا الملتقى، الذي يؤمل عليه د. الحارثي، بأن يتجاوز المحلية وصولاً إلى العربية، ومنها إلى العالمية. ألقت بعد ذلك الأستاذة أميمة الخميس، كلمة المشاركات في الملتقى، والتي تطرقت إلى النقد عبر مسيرته المتواصلة في مشهدنا الأدبي، عبر العصور المختلفة، وصولاً إلى العلاقة بين النص والناقد، من خلال القيمة المتشكلة بين الطرفين، وما استجد على هذه المسيرة من أنساق مختلفة، في ظل نمو مطرد للنص من جانب، وللنقد من جانب آخر. بعد ذلك أعلن د. عبدالله بن سليم الرشيد، جائزة النادي للكتاب الفائز، بجائزة العام، والتي فاز بها الكتاب: (باب السلام في المسجد الحرام و دور مكتباته في النهضة العلمية والأدبية الحديثة) لمؤلفه: د. عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان، حيث تبلغ قيمة الجائزة (100000) ريال مقدمة من بنك الرياض، حيث اختتم د. الرشيد، كلمته، بآلية الجائزة، في ترشيح الكتاب الفائز، وعناصر التقييم المعتمدة في ترشيح الكتاب الفائز بهذه الجائزة. بعد ذلك ارتجل د. عبدالعزيز السبيل، كلمة تناول فيها ما تقدمه الأندية الأدبية من ملتقيات، معرجاً على التخصصية، فيما يقام من ملتقيات و ما يصاحبها من جهود أكاديمية في الجامعات، عطفاً على أن كثر من المشاركين، من الأكاديميين، إلا أن التكاملية بين الجامعات والمؤسسات الثقافية، مطلب قائم، في ظل الثورة المعرفية، والثقافية. كما أهاب د. السبيل، ببنك الرياض وتمويله لجائزة كتاب النادي لهذا العام، مهيبا بأهمية الدور الذي يجب أن يلعبه القطاع الخاص في دعم الحركة الثقافية. انطلقت بعد ساعة من حفل الافتتاح، أول جلسات الملتقى، بمشاركة، د. حسن الهويمل، د. حمادي صمود، د. محمد الربيع. د. الهويمل، قدم ورقة بعنوان: تحولات مركز الكون النقدي وأثرها في المشهد المحلي، حيث تركز الورقة على الحركة النقدية العالمية، التي شهدت تحولات وتنقلات نقدية عبر ثلاثة مراكز وهي:منتج النص، والنص المنتج، وملتقى النص، مستعرضاً مركز الكون النقدي، عبر الحقب التاريخية المختلفة بين القضايا الثلاث السابقة التي تعد جماع التحولات. أما ورقة د. صمود، فكانت بعنوان:نقد على نقد: قراءة في بعض تجارب النقد المعاصر في المملكة العربية السعودية، من خلال قراءات نقدية في المشهد السعودي. ورقة د. الربيع حملت عنوان: (دوريات الأندية الأدبية في مسيرة النقد الأدبي في المملكة: دورية قوافل نموذجا) حيث يتناول الباحث ما ضمته الدورية من دراسات وبحوث أدبية، مركزاً على الدراسات والبحوث السعودية في الدورية، وصولا إلى الإجابة على سؤال:ما الذي قدمته قوافل للأدب والمشهد الثقافي عامة في المملكة؟ تلا هذه الورقة العديد من الأسئلة والمداخلات، التي أسدلت الستار على أولى جلسات الملتقى، في يومه الأول.