إن النضج الاجتماعي والوعي الفكري اللذين يتمتع بهما المجتمع السعودي جعله يكون بمنأى عن التيارات المغرضة والأهواء الفاسدة، إذ كان يستمع إليها ببالغ من البعد والحذر وكأنه يرى مسبقا ما تخلفه من الدمار المدني والانفلات الأمني وما تستبيحه من القتل والنهب وهدر الكرامة، وما تسببه من فوضى عارمة تقوض المجتمع وتهدم أركانه وتستبيح حرماته. وكان المجتمع السعودي ينظر إلى تلك التيارات والأهواء باستعلاء واستهجان. فهو أكبر منها نضجا وفكرا واستقراء للعواقب الوخيمة التي تتمخض عنها، وكذلك يستهجن تلك التصرفات والتراهات الرخيصة الدميمة التي تصدر ممن ينساق وينخدع بتلك التيارات والأهواء وما يزينها به دعاتها من بهرجة وأهازيج لا تنم إلا عن عقول خاوية وأفكار بالية ونزوات شيطانية. فضرب هذا الشعب الأبي أروع الأمثلة في العزة والشموخ، وارتقى بنضجه ووعيه أعلى قمم الأنفة والإباء، وصار بحسن الولاء لقيادته مثلا يذكر أبد الآبدين وقدوة يحتذي به العقلاء وينتهجه النجباء ويورثه النبلاء .. فنعم هنيئا لك يا خادم الحرمين هذا الشعب بعزته وشموخه ونضجه ووعيه وأنفته وإبائه. وهنيئا ثم هنيئا ثم هنيئا لك أيها الشعب السعودي بخادم الحرمين الشريفين ملكا هماما وقائدا مغوارا ووالدا عطوفا حنونا. نعم إن تلك الصفات الحميدة والأخلاق الرفيعة التي ظهرت بها أيها الشعب الأبي إنما هي بذور المحبة وعبق المودة التي نثرها خادم الحرمين الشريفين بين أظهرنا وأمامنا وعن أيماننا وعن شمائلنا فأثمرت ولله الحمد حبا وولاء ورخاء ووفاء. نعم وليهنك أيها الوطن الشعب والقيادة في قلادة منظومة من الحب والولاء والتضحية والفداء. دام الوطن والشعب والقيادة في عز وإباء وحب وولاء وأمن ورخاء. علي بن سالم القرني