رصدت جهات رسمية تقاعس أمانة جدة في معالجة بعض الملاحظات المرصودة والمتعلقة بالحلول العاجلة لمواجهة أخطار الأمطار والسيول، وتركزت الملاحظات على وادي قوس الذي يعتبر الرافد الأساس للسيول المنقولة إلى الأحياء الواقعة شرقي جدة. وأكدت إمارة منطقة مكةالمكرمة على أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو راس بعد تلقيها رصد رسمي عن تباطؤ الأمانة في المعالجة بضرورة العمل على تنفيذ ما تضمنته توصيات اللجنة العليا لوضع الحلول العاجلة لمواجهة أخطار الأمطار والسيول مع الإفادة عن البرنامج التنفيذي بشكل عاجل. ويأتي تأكيد إمارة منطقة مكة على ضوء تقرير تضمن ملاحظات أرسلت للأمانة تتعلق بضرورة المعالجة كونها لا زالت تشكل خطورة أثناء هطول الأمطار، وطلبه تكليف الجهة المختصة في الأمانة بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة جميع الملاحظات. وعلمت «عكاظ» أن الملاحظات تركز على وجود عدد من الحفريات العميقة والمتوسطة على امتداد وادي قوس، وآبار مكشوفة تستخدم لسقيا المزارع، إضافة لأحواش واستراحات في الوادي يجري إعادة بنائها رغم خطورة مواقعها. وجاء ضمن الملاحظات المرصودة إعادة سفلتة جرف الطريق الواصل بين الشرق والغرب ابتداء من حوش الاستخبارات حتى مقبرة الحرازات رغم عدم سلامة الموقع لوقوعه في مجرى الوادي، مع ملاحظة عدم البدء في أي مشروع من قبل الجهات ذات العلاقة بتصريف مياه الأمطار أو عمل سدود لحماية الأحياء المأهولة بالسكان، وأن ما تم تمهيد الشوارع الداخلية في الحرازات والصواعد فقط بعد أن تأثرت جراء السيول. فيما تؤكد الأمانة جديتها في إنجاز المشاريع المنفذة في وادي القوس من خلال التواجد الميداني لفرق المراقبة على مدار الساعة لمتابعة عمل الشركات المنفذة، ورصد ما يتم إنجازه يوميا، أبدى سكان الحرازات والفاو والصواعد مخاوفهم من وقوع كارثة جديدة تتسبب فيها المستنقعات المائية، والآبار المكشوفة والحفر على جانبي الطريق الذي يربطهم بأحياء قويزة والمساعد مخترقا وادي قوس. ويقول المواطن إبراهيم الزهراني من سكان الأحياء الشرقية إنه بالرغم من انطلاق أعمال الجهات المعنية في ترميم وإصلاح ما دمرته الأمطار، ودفن المستنقعات لمنع تكاثر البعوض والحشرات، لا تزال الانهيارات الإسفلتية في طريق الحرازات تثير المخاوف. وطالب الزهراني بإعادة تأهيل الطريق وردم «حفرة الموت» التي ظهرت مجددا بعد ردمها سابقا، بشكل عاجل حفاظا على أرواحهم. من جهته، دعا عبدالله الذيابي أمانة جدة إلى التحرك العاجل لإصلاح طريق الحرازات، وردم مياه حفرة الموت قبل أن تتسبب في مأساة أخرى. وقال الذيابي إن الأولية تستدعي إزالة الضرر، وعدم التبرير بحجة عدم الاختصاص قبل البحث عن الجهة المسؤولة حفاظا على السلامة العامة. ويضيف «الآبار في مجرى وادي قوس تفوق ال 30 بئرا جميعها مكشوفة». وأشار إلى غياب أي مؤشرات على اتخاذ إجراءات احترازية لتغطيتها، أو هدمها عدا الأرقام التي سجلتها عليها إدارة الدفاع المدني في جدة بالرغم من وقوع حوادث غرق ذهب ضحيتها أرواح بريئة في بعض المناطق لم يتبق منها سوى ذكراها المؤلمة.