أكد ل«عكاظ» رئيس لجنة مراقبة الأراضي وإزالة التعديات في محافظة جدة المهندس سمير باصبرين أن مفهوم المنازل في قاموس أعمال اللجنة المكان مكتمل الخدمات ويسكنه شخص أو أشخاص، معتبرا أنه بناء على هذه القاعدة لا يعد مستغربا إزالة الباحات الخالية المنتشرة في مواقع متفرقة في المحافظة. ويأتي حديث المهندس سمير باصبرين لإيضاح الآلية الأساسية المعتمدة من لجنة مراقبة الأراضي، وإزالة التعديات بعد احتجاج مواطنين من سكان ثول على عملها جراء إزالة ممتلكاتهم. وعبر مواطن أزيل موقع له كان يسكن فيه عن امتعاضه من قرار اللجنة بنصب خيمة على أرض المبنى المزال. وقال المواطن إنني «لا أريد أن تذكروا اسمي يكفيني معاناة أنني لا أملك مسكنا بديلا وهذه الخيمة لا تلبي أبسط احتياجات أسرتي، ألا تلاحظون ما يحيط بخيمتي من مخلفات وبقايا الإزالة والإطارات القديمة». وقال بنبرة حزن «أخاف على أفراد أسرتي من الأمراض التي قد تنتج عن المستنقعات التي أصبحت مرتعا للبعوض». وعمد مخالفو أنظمة العمل والإقامة من ممارسي مهنة الصيد في ثول، بعد إجبارهم على مغادرة مواقع الصيد إلى رمي مراكبهم بجوار المنازل العشوائية، ومن ثم نقلها ليلا إلى البحر لتفادي رقابة الجهات المعنية التي طالبتهم بتراخيص رسمية. وأكد سكان ثول شمال جدة أن انعدام السفلتة ورداءة الطرق تشكل معاناة أخرى، لمعاناة هدم المساكن من قبل لجنة التعديات. وتضطر يوميا المواطنة الخمسينية أم عبدالله، وهي من سكان ثول، عند الخروج من باب منزلها أن تتحرك باتجاه اليمين حتى تتحاشى عمود الإنارة الذي حمل مولدا كهربائيا ذا ضغط عالٍِ تحمل لوحة مكتوبا عليها عبارة «خطر الموت»، دون أن تتحرك إحدى الجهات المسؤولة لإبعاد الخطر المحدق بها. وتقول أم عبدالله «أحمد الله كلما تجاوزت باب منزلي سالمة دون أن أصاب بأذى الأسلاك الكهربائية التي أصبحت جزءا من ديكور باب منزلي العشوائي تزينه لوحة مكتوب عليها عبارة خطر الموت، وبينما الناس يهنؤون بالورود والأشجار الجميلة أمام منازلهم، فأنا لم احظ سوى بهذه العبارة التي أدمنت على مشاهدتها بصفة مستمرة». وعلى بعد أمتار من مسكن أم عبدالله كانت مسنة تجمع الخشب، وما خف وزنه من الحديد والإطارات، حتى تبني جدارا أزالته اللجنة. وتعبر أم غنيم عن مشكلتها، بالقول «اللجنة تزيل العشوائيات وأنا أستخدم العشوائيات لبناء ما هدمته».