يرى المشرف على حملة السكينة عبدالمنعم المشوح أن الخطاب الذي تضمنته المجلة يمثل تحولا جذريا للقاعدة في استهدافها والفئة التي تعنيها بذلك الخطاب. وقال «التنظيمات كثيرة الآن وأشهرها القاعدة، أصبحت مقسمة لخلايا تتحرك في انفصال شبه تام عن الأصل، وقد تكون المجلة صادرة من إحدى تلك الخلايا وأجنحتها». وأضاف «لغة المجلة ونفسها لا يمكن أن يصدر من القاعدة الأصل وإنما قد يكون من خلية شبه منفصلة عنها بهدف جس نبض الشارع وترقب الأوساط التي تشهد أحداثا عديدة حتى يتسنى لها الانطلاق حال استقرار الأوضاع». وزاد «يحاولون تنويع الخطاب للحصول على أكبر شريحة ممكنة مستغلين الثورات وتغير الشعوب، في حين أن الخطاب الشرعي ليس هو السائد، ويبقى أن نقول إن التنظيمات في حالة ترقب وليست في حال إنتاج أو تمدد». وبين أن حملة السكينة كشفت في وقت سابق أن النساء يدرن 40 في المائة من المواقع الإلكترونية والمنتديات التابعة لتنظيم القاعدة والمتعاطفة، معتبرا أن هذه النسبة كبيرة جدا. وأفاد بأن الحملة تحركت للتصدي لمحاولات التنظيمات الإرهابية لاستخدام النساء في الدعم اللوجستي، مشيرا إلى إنشاء قسم نسائي داخل الحملة يستهدف المنتديات النسائية، ويسعى لتعزيز الوسطية والاعتدال ونبذ الغلو والعنف. من جانبه، قال الباحث والأكاديمي المتخصص في الشؤون الأمنية على شبكة الإنترنت الدكتور فايز الشهري «إن هناك مؤثرات داخلية في المجتمعات وخارجية في الصراعات الدولية تضغط على الناس في عصر الوسائل والاتصال الجماهيري وتجعل الناس أحيانا يتحركون كالقطعان بلا هدف، فبناء الشخصية ربما يكون الاستراتيجية القادمة التي يسعى لها الشعب العربي إذا أراد إصلاح حاله». وأضاف «يوجد أكثر من 70 مليون عربي يتحركون على شبكة الإنترنت كل يوم ويتداولون أسهما ويشترون ويبيعون ويتحادثون ويناقشون همومهم»، مشيرا إلى أن «بعض المنتديات المتطرفة ربما استخدمت أسماء نسائية للتخفي».وأفاد الشهري بأن «الوجود النسائي في عالم الإرهاب حقيقة، وكانت هناك رموز في السنتين الأخيرتين للنساء اللاتي شاركن في بعض النشاطات كالترويج والتمويل للإرهاب، مثل هيلة القصير ووفاء الشهري وغيرهما، وكالخنساء التي كانت تصدر مجلة نسائية». وقال «إن الأسباب التي قد تولد الميول للتطرف عند النساء ترتبط بالمكوث في المنزل والإحباطات الاجتماعية والاقتصادية التي تتعرض لها، وبالتالي يكون الإنترنت متنفسا لها».