كنت في مساء الخميس أفكر بعد إعلان الديوان الملكي عن كلمة خادم الحرمين الشريفين والأوامر الملكية ماذا ينتظرنا غدا، حرصت على مسابقة الزمن في الحصول على أية معلومات، تصفحت المواقع الإلكترونية الإخبارية النشطة، كالعربية نت، أملا في الحصول على معلومات عن الأوامر الملكية ولكن دون جدوى، فأيقنت أنها مفاجأة عبد الله بن عبد العزيز، ولا فائدة في البحث قبل الثانية من ظهرا الجمعة. في الثانية من ظهر الجمعة، كنت إلى جوار صديق عزيز ونحن نستمع إلى المذيعين سليمان العيسى وعبد الله الشهري يتناوبان على إلقاء الأوامر الملكية، وكل ما انتهى أمر ملكي نلتفت إلى بعض، ثم نعاود النظر إلى الشاشة ، وبعد انتهائهما، حمدنا الله على تلك الأوامر الملكية، وإن صح لنا أن نسمي الجمعة، فربما ابرز اسم يليق بها أن نسميها «جمعة عبد الله». عندما نحلل مضامين الأوامر الملكية نجدها الامتداد الطبيعي لمسيرة الإصلاح التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين منذ توليه الحكم، وربما أكثر الأوامر الملكية ملامسة لما في قلبي، هو الأمر بتأسيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد مع تعيين رئيس لها، ما يؤكد أننا على موعد مع السعودية الجديدة، تلك السعودية التي انتظرناها كثيرا وبدأت تقترب منها أكثر فأكثر، إنها سعودية الإصلاح، سعودية الابتكار، سعودية الريادة، إنها سعودية العالم الأول. أبرز ما استرعى انتباهي في أمر تأسيس الهيئة هو قرار اعتماد تنظيمها خلال ثلاثة أشهر من الأمر الملكي، ما يعني أن الهيئة ستكون قادرة على مزاولة مهماتها الجسام خلال أقل من سنة، وأن المشاريع التي سينفذها القطاع العام مستقبلا ستكون خالية من الفساد، إضافة إلى الدور الذي ستمارسه الهيئة في انتزاع الفساد وتجفيف منابعه من أروقة القطاع العام من خلال تقييم الأنظمة ومستوى الصلاحيات مع المستوى الوظيفي، والتحقق من جدوى أدوات الرقابة المالية والإدارية المنفذة في القطاع العام. إن تأسيس الهيئة هو انتصار للأمانة، وانتصار للمواطن الشريف والموظف النزيه الذي صان عقله وقلبه وأرصدته المصرفية داخل الوطن وخارجه (إن وجد) عن المال الحرام الذي بنى به الفاسدون المفسدون منازل فارهة، وتستقبلهم أرقى العواصم العالمية سياحا من مدخرات الوطن وأجياله القادمة، دون أن تحرك جرائمهم ساكنا في نفوسهم. شباب الوطن الباحثون عن العمل شملتهم الأوامر الملكية بمكافأة شهرية، وكأنها تقول لهم أنتم فجر الأمة فانطلقوا، فالمستقبل أمامكم ولم ننسكم. عندما نبحث في بقية الأوامر الملكية نجدها بلسما لجراح المواطن، ابتداء من إصلاح رواتب شريحة من الموظفين وصرف راتبين لموظفي القطاع العام ومكافآت للطلبة، مرورا بإنشاء نصف مليون وحدة سكنية، إضافة إلى الأمر الملكي الكريم بضخ 500 فرصة وظيفية لوزارة التجارة لضبط الأسعار، مطرزة بعبارة خادم الحرمين الشريفين المعهودة «كائنا من كان» المخالف مع التشهير بهم، إضافة إلى تخصيص 16 مليار ريال لمشاريع صحية، وغيرها الكثير من الأوامر الملكية التي تجعلنا ننتظر المستقبل بعين الأمل وقلب المؤمن وعقل المتبصر، فالأوامر رسمت ملامح مستقبل مشرق، يبقى تفاعلنا مع الأوامر.. فماذا أنتم فاعلون؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة