تمثل تجربة بدر الشايع في مجال الميكانيكا، نموذجا لنجاح ممكن للسعوديين في هذا المجال المهني. الشايع، الذي يعمل في ورشة الميكانيكا، يعول أسرته من هذا العمل، يقول «كنت في البداية أصلح سيارتي بنفسي وأحببت هذا العمل وتخرجت في ثانوية صناعية، ثم استأجرت ورشة وبدأت العمل، إلى أن تمكنت من امتلاك الورشة». لكن تجربة الشايع لم تخل من منغصات، منها مثلا اعتراض المجتمع، لكنه في المقابل وجد الدعم من أصدقائه وزوجته، يقول الشايع «لدي الآن من يساعدني في عمل الورشة، وبالنسبة للمعدات لم أتمكن من شرائها دفعة واحدة، ولهذا كنت أشتريها على فترات إلى أن اكتملت». وروى الشايع بعضا من تطورات تجربته قائلا «حتى أتمكن من عمل دعاية لورشتي كنت أصلح السيارات بسعر زهيد جدا حتى يتعرف الناس على مقدرتي في العمل وأكوّن قاعدة زبائن». ويذكر الشايع أنه عرض فكرة العمل ميكانيكيا على بعض السعوديين لكنهم في الغالب لم يوافقوه، أما من رغبوا في ذلك فكانوا غير جادين وغير ملتزمين ويبحثون عن طريقة سريعة تجعلهم يجلسون وراء المكاتب. ويضيف الشايع «دخل الورشة جيد، وأفضل أحيانا من الوظائف الحكومية، غير أن الشباب لا يغامرون». وعن استعداده لتوظيف السعوديين في ورشته قال «أرحب بهم بالطبع لكنني سأدفع لهم في البداية كما أدفع للهندي، راتب 1200 ريال حتى يثبت أنه يريد العمل بالفعل وسيلتزم به، بعد ذلك سيرتفع مرتبه إلى 2500 كحد أقصى إضافة إلى العمولة، وهذا يعود إلى مهارته، فكلما كان أكثر مهارة ودقة في إصلاح السيارات جاءت إليه زبائن فتعود العمولة له».