تتركز الأنظار على مدينة بنغازي في الشرق الليبي مع ورود أنباء عن دخول القوات الموالية لنظام الزعيم معمر القذافي إلى الضواحي الغربية للمدينة تحت غطاء من القصف براجمات الصواريخ، ما دفع الآلاف من السكان إلى النزوح وكشف متحدث باسم المعارضين أن قواتهم أخرجت تلك الموالية للقذافي التي دخلت بنغازي حسب موقع الجزيرة نت، أمس. ومع تطور الأوضاع الميدانية، رجح خبراء عسكريون أن تقوم دول غربية بضربات جوية لمنع قوات القذافي من احتلال بنغازي تطبيقا لقرار مجلس الأمن 1973 القاضي بفرض حظر جوي على ليبيا في إطار الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. أوضح مصدر قريب من المناقشات التي دارت في باريس، أمس، أن القوى العالمية المجتمعة في العاصمة الفرنسية في القمة الأوروبية الإفريقية العربية لمناقشة تنسيق التدخل في ليبيا قد تشن ضربات عسكرية في أي لحظة لفرض قرار مجلس الأمن. وبدأت طائرات فرنسية مقاتلة تنفذ مهمة استطلاع فوق ليبيا ومنع قوات القذافي من القيام بهجمات جوية على بنغازي. وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في ختام القمة أن «باب الدبلوماسية سيفتح في حال توقفت الاعتداءات على السكان في ليبيا»، ودعا القذافي إلى الالتزام بقرار الأممالمتحدة «على الفور ودون تحفظ لتجنب الأسوأ». ووافقت إيطاليا على وضع قواعدها العسكرية بتصرف عملية فرض منطقة لحظر الطيران في ليبيا لكن بسبب موقعها الجغرافي قد تخشى حدوث عمليات انتقامية من إطلاق صواريخ أو إرسال أعداد كبيرة من اللاجئين إلى سواحلها. وهي أول عملية عسكرية إيطالية في ليبيا منذ حقبة الاستعمار «1911 1942». وأفادت وكالة أنباء الجماهيرية الرسمية بأن حشود المواطنين الليبيين ستتجمع عند أهداف يتوقع أن تهاجمها فرنسا ليكونوا دروعا بشرية. وفرنسا واحدة من عدة دول أكدت أنها تستعد للمشاركة في تدخل عسكري لفرض قرار مجلس الأمن في لييبا، وطالبت القذافي بوقف تقدم قواته وإعادة إمدادات الكهرباء والماء إلى المدن التي قطعت عنها. كما توعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما العقيد القذافي بعمليات عسكرية إن لم يمتثل للقرارالدولي. وشوهد آلاف الأشخاص يفرون عبر المدخل الشمالي الشرقي لبنغازي. وانتظم النازحون في طوابير أمام محطات الوقود والأفران للتزود قبل انطلاقهم إلى طبرق التي تبعد 350 كلم إلى الشرق من بنغازي، وإلى مصر. وبعد ليلة مليئة بدوي انفجارات، سمع في الفجر دوي قصف عنيف وخصوصا من الجو في جنوب غرب بنغازي وشوهد تصاعد أعمدة دخان وطائرة حربية تهوي في أجواء المدينة، تبين لاحقا أنها تابعة للمعارضة. وتمكن الطيار من القفز منها قبل اشتعال النيران فيها وسقوطها جنوب بنغازي محدثة انفجارا كبيرا. وكان المعارضون استولوا على طائرات من الجيش الليبي. أما شمال بنغازي فبقي هادئا ولم تسمع فيه دوي انفجارات. ووجه القذافي رسائل إلى الرئيسين الأمريكي والفرنسي باراك أوباما ونيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال إن «ليبيا ليست لكم وليس لكم حق التدخل في شؤوننا الداخلية». وأضاف «ستندمون إذا تدخلتم في بلادنا». وأعلن التليفزيون الحكومي أن وزير الداخلية اللواء عبدالفتاح يونس الذي انشق وتولى رئاسة المجلس العسكري للمعارضة في بنغازي، أعيد إلى منصبه. لكن مصادر نقلت عن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل تأكيده أن «يونس لا يزال يقود العمليات مع المعارضة» .