• عمري 26 عاما، متزوجة وأم لطفل واحد، لم أتوقع في يوم من الأيام وأنا التي وقفت بجانب زوجي حتى استطاع التغلب على ظروفه ويصبح لديه المال الوفير أن يجازيني بزوجة تشاركني وتقاسمني الحياة معه. فقبل ثلاثة أشهر دخل زوجي إلى بيتنا ممسكنا بيده يد امرأة أخرى، وفيما كنت أطالع ذلك المنظر اقترب مني وقال لي بدم بارد هذه زوجتي تزوجت منها قبل أيام وجئت بها إلى هنا لتسكن معنا في المنزل وسيكون لكل واحدة منكما مسكنها الخاص، صدمتني المفاجأة وصعقتني خاصة وأنني ملتزمة بكافة حقوقه ولست مقصرة فيها، وهو يشهد لي بذلك، ويعلم أنني ضحيت بالكثير من أجل أن أراه واقفا على قدميه ومتغلبا على ظروفه المادية، ولم أملك حينها سوى البكاء والصمت في وقت واحد، ودخول غرفتي حاضنة طفلي الذي لم يتجاوز عمره العام، وقد حاول زوجي أن يراضيني بكل الطرق لكني شعرت أنه كان قاسيا معي وأن مكافأته لي لم تكن عادلة، وتغيرت معاملتي وأصبحت لا أطيق التحدث أو الجلوس معه، لأني كنت أنتظر أن يشكرني لوقوفي بجانبه وليس الدخول إلى بيتي وفي يده امرأة أخرى حول وجودها حياتي إلى جحيم، وجعلت النار تشتعل في قلبي وتلهبه، رغم أن زوجي يقول إن حبه لي لم يتغير وإن زواجه منها بهدف زيادة نسله وذريته. كيف أطفئ نار قلبي الملتهبة نتيجة هذا الزواج؟ أم عادل مكةالمكرمة بعض الرجال يتزوجون من امرأة ثانية بهدف التغيير والتبديل ولأسباب أخرى في مجملها، منها ضعف التواصل مع الزوجة الأولى. أما عن الأسباب التي دفعت زوجك للزواج فهي غير واضحة في رسالتك، وإن كنت توحين من خلال قولك إنك لا تعانين معه من مشكلة التواصل، والأمر يحتاج لسماع وجهة نظره في العلاقة بينكما، ومع ذلك تبقى مشاكل الأزواج محاطة بقدر كبير من الغموض، وعادة حين يتحدث كل منهما عن المشكلة فلا شك أن الحديث سيبقى متأثرا بالذاتية، فإن كنت تبحثين عن حل فلا بد من سؤال زوجك، وهل هو فعلا يبحث عن زيادة النسل؟ أم أنه يبحث كما يفعل البعض عن النسل من الذكور إن كنت قد أنجبت البنات؟ أم يبحث عن تحسين النسل؟ كل هذه الأسئلة لا إجابة عليها في رسالتك ولا يمكن معرفة السبب الحقيقي لزواجه، ولكن مهما يكن السبب فقد تزوج حاليا، وأنت على الخيار بين الاستمرار معه أو تركه، لأنه إن كان قد تزوج فقد مارس حقه الشرعي الذي أعطاه الله إياه، واشترط عليه بعد ممارسة هذا الحق أن يكون عادلا بينكما، ومحاسبته تبدأ من بعد زواجه، فإن لم يعدل فلك الحق كاملا أن تحاسبيه على ظلمه لك أو لأولادك، أما إن لم يكن ظالما فأنت حرة تماما في البقاء على ذمته أو طلب الطلاق منه، لذا لا يستطيع أحد أن يتخذ القرار المناسب إلا أنت في البقاء أو الخلع من هذه الحياة، ولا بد لك وأنت تفكرين في اتخاذ القرار من أن تحسبي العواقب بشكل جيد، فمن النساء من لا تستطيع البقاء، ويزداد نفورها من الحياة مع زوجها وظلمه لها وانحيازه التام أو شبه التام للزوجة الجديدة، ومنهن من لا تستطيع الاستمرار حتى لو كان عادلا لأنها تعاني من غيرة شديدة لا تستطيع تحمل وجود امرأة أخرى في حياة زوجها وتريده لها وحدها. ويبقى السؤال: هل وجود زوج تملكين نصف وقته أفضل بالنسبة لك أم عدم وجوده؟ وهل وجوده ينفع أبناءك أم يضرهم؟ وهل لك رغبة في الزواج من آخر يتفرغ لك تماما أم لا؟ مع العلم بأنك تملكين كل الحق في هذا الشأن، بمعنى أنه من حقك أن يكون لك زوج لك وحدك لا يشاركك فيه أحد، القرار مرتبط بدراسة متأنية ودقيقة وعقلانية دون تدخل للعواطف والغضب فيه، مع يقيني بصعوبة تحقيق هذه الحيادية أثناء التفكير، ولكن تأكدي أن القرارات البعيدة عن مشاعر الغضب كثيرا ما تكون أقرب للصواب.