سعت المعارضة المسلحة أمس إلى صد زحف القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي في منطقة أجدابيا في شرق البلاد لإعاقة تقدمها نحو بنغازي معقل المعارضة. وسيطرت القوات الحكومية على أجدابيا الواقعة على بعد 150 كيلومترا إلى الجنوب من بنغازي والمطلة على خليج سرت الثلاثاء بعد أن تقهقر أغلب قوات المعارضة إثر وابل من المدفعية الثقيلة. وقال أحد الضباط المنشقين في قوات المعارضة أمس الأول إنهم فقدوا البلدة وأن المقاتلين الذين ظلوا موجودين سلموا أسلحتهم. لكن البعض رفض فيما يبدو الاستسلام أو الفرار. وبحلول مساء أمس قال سكان إن المعارضة المسلحة سيطرت على وسط البلدة في حين أن القوات الموالية للقذافي ظلت أغلبها على مشارفها الشرقية. وذكر جبريل الهويدي وهو طبيب في مستشفى الجلاء في بنغازي أن سائقي سيارات الإسعاف القادمين من أجدابيا قالوا له إن بإمكانهم الدخول إلى البلدة والخروج منها دون مشاكل كبيرة. ومضى يقول: «الجزء الشرقي فقط من أجدابيا هو الذي يسيطر عليه رجال القذافي.» وأضاف أن هناك حفنة من الدبابات تطلق النار بشكل متقطع على المدينة. لكن وسط مدينة أجدابيا وغيرها من نقاط الدخول هادئة ولا يجوب أي من رجال قوة القذافي المنطقة. وسيؤدي القتال في المنطقة المحيطة بأجدابيا إلى بطء تقدم قوات القذافي إذا رغبت في تأمين الخطوط الخلفية وخطوط الإمداد. وكان سيف الإسلام بن القذافي تفاخر في وقت سابق بأن قواته على وشك أن توجه ضربة قاسمة لبنغازي مقر المجلس الوطني الليبي الانتقالي المعارض لحكم والده المستمر منذ 41 عاما. وقال سيف الإسلام لقناة «يورونيوز» التلفزيونية إن العمليات العسكرية انتهت وإن كل شيء سينتهي خلال 48 ساعة. وأعلن أن القوات الليبية أصبحت قريبة من بنغازي وأن أي قرار سيتخذ من جانب القوى الغربية سيكون متأخرا. وفي بنغازي كان المزاج السائد هو مزيج من التحدي والتوتر وتوقع بعض المواطنين حمامات دم في حين شعر آخرون بالثقة في أن قوات المعارضة ستنتصر في النهاية. وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود آن العنف أجبرها على سحب عامليها من بنغازي.