يضطر أهالي محافظة رفحاء في منطقة الحدود الشمالية، لعبور 600 كلم ذهابا وإيابا لإصدار جوازاتهم وتجديدها في مدينة عرعر، وذلك لعدم توافر قسم خاص باستخراج وتجديد الجوازات في المحافظة التي لا يوجد فيها إلا قسم لإنجاز إجراءات المقيمين، ويناشدون مدير عام الجوازات لافتتاح قسم جوازات للسعوديين بأسرع وقت ممكن للقضاء على معاناتهم. واستغربوا عدم توافر هذا القسم في محافظة مصنفة فئة (أ) وتعتبر كبرى محافظات المنطقة، وتأتي في المركز الثاني بعد مدينة عرعر على مستوى المنطقة. وفيما طالب عدد من الأهالي بافتتاح مركز للتأهيل الشامل للمعوقين، أكد ل«عكاظ» مدير مركز التأهيل الشامل في منطقة الحدود الشمالية عبد الحميد النهار، أن استحداث مركز تأهيل شامل من صلاحيات وزارة الشؤون الاجتماعية، مشيرا إلى أن مركز عرعر يخدم جميع محافظات ومراكز المنطقة، وأنه ما زالت هناك طاقة لاستيعاب المزيد من ذوي الاحتياجات الخاصة فيه. ويقول مخلف خلف الشمري «لا يصدق أحد أن محافظة كبيرة كرفحاء دون قسم لجوازات السعوديين الذين يضطرون لقطع مسافة كبيرة ذهابا وإيابا بين رفحاء وعرعر لاستخراج هذه الوثيقة المهمة، أو إنجاز أية معاملات وإجراءات ذات علاقة»، لافتا إلى أن البعض لم يستخرجوا جوازات سفر بسبب بعد المسافة التي يكتوي بها من يضطر للسفر في إجازة الأسبوع للعلاج في مدينة عرعر، مضيفا: لو كان هناك قسم خاص لسفر السعوديين لهانت المسألة وتمكن أبناء المحافظة من استخراج جوازات السفر، أو إضافة من يحتاجون إضافته بكل يسر وسهولة، دون عناء أو تعب أو سفر. من جانبه، قال ممدوح ماجد الشمري «يتكبد عدد كبير من مواطني المحافظة البالغ عددهم أكثر من 100 ألف نسمة عناء السفر إلى عرعر، بسبب عدم وجود قسم خاص بسفر السعوديين، في وقت خصص مكتب الجوازات في المحافظة لمعاملات الوافدين وهي إنجاز تأشيرات الخروج والعودة لهم وإصدار الإقامات»، ويتساءل عن سبب عدم فتح أو استحداث قسم خاص بجوازات السعوديين. وأكد فايز العنزي أن الجوازات أصبحت شيئا مهما وحاجة أشبه بالملحة في حياة الأفراد، مطالبا بافتتاح قسم لجوازات السعوديين في المحافظة أسوة بالمقيمين، معربا عن أمنياته بافتتاح هذا القسم الذي ينتظره السعوديون منذ زمن بعيد. وفي السياق نفسه، ناشد المواطن مناحي الشمري، مدير عام الجوازات بالنظر في الموضوع ووضعه في الاعتبار، وإصدار توجيهاته العاجلة بافتتاح قسم للسعوديين في جوازات المحافظة، لتخفيف عناء السفر الطويل إلى مدينة عرعر لاستخراج جواز أو تجديده أو عمل أية إضافة فيه. وأضاف: نواجه أحيانا زحاما ولا نستطيع استخراج الجواز في اليوم نفسه، ما يحملنا أعباء كثيرة من سكن وغيره في عرعر، لذا فإننا نأمل فتح قسم للسعوديين في جوازات المحافظة. وعلمت «عكاظ» من مصادر خاصة أن مكتب جوازات رفحاء سيتحول إلى شعبة، وأكدت المصادر وجود جاهزية كاملة من إدارة جوازات المنطقة، وأفراد قادرين على العمل في قسم السفر الخاص بالسعوديين، مشيرة إلى أن أمر استحداث هذا القسم يستلزم موافقة الجهات المعنية في وزارة الداخلية. دعم المعوقين ينعم ذوو الاحتياجات الخاصة في مختلف مناطق ومحافظات المملكة بالرعاية والاهتمام، من خلال إيوائهم في مراكز خاصة، ورعايتهم وتعليمهم، ليصبحوا أعضاء فاعلين في مجتمعهم الذي يعيشون فيه، ويعملوا على رفع معاناة أسرهم، إلا أن هذه الفئة الغالية في رفحاء، والتي يربو عددها على 1000 نسمة، لم تحظ مع الأسف الشديد حتى الآن بأي مركز للتأهيل الشامل، على الرغم من الحاجة الملحة لافتتاحه في محافظة تعد من أكبر محافظات المنطقة، وتتبع لها أكثر من 15 هجرة ومركزا، مما يكفل لسكان المحافظة حق الأولوية في افتتاح مركز حرموا من خدماته سنين طويلة، ما أدى إلى هجرة بعضهم إلى مدن أخرى، بحثا عن ملجأ لإيواء أبنائهم وبناتهم المعوقين. ومن خلال «عكاظ» ناشد العديد من أولياء أمور المعوقات والمعوقين في المحافظة، المسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية بضرورة إيجاد مركز للتأهيل الشامل للذكور والإناث في المحافظة لرعاية بناتهم وأبنائهم المعوقين، مؤكدين حاجتهم الماسة والملحة لمثل هذه المراكز لإيوائهم وتأمين متطلباتهم وتعليمهم على أيدي مختصين في هذا المجال. وعلمت «عكاظ» من مصادر خاصة، أن في المحافظة أكثر من 1000 معوقة ومعوق يراجعون مكتب الضمان الاجتماعي، منهم من يعانون من إعاقة شديدة، والبعض الآخر إعاقة متوسطة، وجميعهم تصرف معونتهم عن طريق مكتب الضمان في رفحاء بالتنسيق مع مركز التأهيل الشامل في عرعر. وبينت المصادر أن الطلبات على التسجيل ما زالت مستمرة، مشيرة إلى أن الكثير من الحالات لم تسجل حتى الآن. وبين ل«عكاظ» المواطن فرحان الشمري أنه يقطن في طلعة التمياط، وله طفلان معوقان، ويعاني من رعايتهما وتوفير احتياجاتهما وتقديم أبسط الخدمات لهما. وقال «أقرب مركز تأهيل شامل يقع في مدينة عرعر على بعد قرابة 600 كلم ذهابا وإيابا، ما تسبب في امتناعي عن ضم طفلي المعاقين لهذا المركز، بسبب بعد المسافة وظروفي الصعبة للذهاب إلى هناك بشكل مستمر لمتابعتهما». وأضاف «نأمل افتتاح مركز في رفحاء لتوفير احتياجات التأهيل لهما». وزاد: سبق أن اتصل بي فرع التأهيل الشامل في عرعر بعد نشر معاناتي في «عكاظ»، وأخبروني أنهم سيوفرون كراسي متحركة وبعض المستلزمات لطفلي دون أن يصلني أي شيء، علما بأنني لم أتمكن من المراجعة مرة أخرى، لبعد المكان وضعف الحال المادية. وفي السياق نفسه، قال المواطن عايد الشمري «ابني المعوق يحتاج إلى رعاية، إلا أن المشكلة تكمن في عدم وجود مركز قريب لمراجعته وتذليل الصعوبات التي نواجهها». وأضاف نايف الشمري «ابني مصاب بإعاقة ويحتاج لرعاية صحية وتأهيلية متكاملة، إلا أن هذا لا يتحقق بسبب بعد مركز التأهيل، ويصعب علي أن أسجل ابني فيه لبعده، فيما لو كان قريبا منا لكان الأمر هينا واستطعنا زيارته بشكل مستمر والاطمئنان عليه، لا سيما أن قربه راحة للبال واستقرار نفسي لنا كوالدين». أما المواطن محمد الشمري، فأكد أن هناك حاجة ملحة للعناية بذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة رفحاء، مناشدا المسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية بإيجاد مركز للتأهيل الشامل للذكور والإناث في المحافظة لرعاية بناتهم وأبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وإيوائهم وتأمين متطلباتهم وتعليمهم على أيدي مختصين في هذا المجال.