لم يكن القرار الذي صدر مؤخرا من المديرية العامة للجوازات برفع مستوى مكاتب الجوازات إلى شعبة، ومنها مكتب جوازات رفحاء كافيا لإنهاء معاناة المواطنين في رفحاء وتمكينهم من استخراج جواز سفرهم دون تعرضهم لقطع مسافات طويلة ومشقة السفر للحصول على ذلك، مما جعل علامات الاستفهام والامتعاض ترتسم على وجوههم على مدى سنوات مضت كل ما مرت بهم خطواتهم من أمام مكتب الجوازات برفحاء متجهين وعائلاتهم لقطع مسافة 600 كم محفوفة بمخاطر الطريق ومفاجآته باتجاه مدينة عرعر غربا أو حفر الباطن شرقا لأجل إصدار جواز السفر أو تجديده، مُبدين استياءهم من وجود مكتب للجوازات بمحافظة رفحاء شامخا لسنوات لا يقدم لهم الخدمة أو يُحسُّ بوجودهم وإنما اقتصرت خدماته على الوافدين فقط دون المواطنين. وتحدث عدد من المواطنين ل «المدينة» عن معاناتهم متسائلين عن أسباب عدم خدمتهم في جوازات رفحاء إلى جانب خدمة الوافدين رغم رفع مستوى المكتب وشموخ المبنى مع وجود الكادر وتوفر الإمكانات. ويقول المواطن مقبل الرشيدي بأن أكثر الأشياء غرابة عندما يكون بجوارك منشأة للجوازات ذات طاقم وظيفي متكامل وصالة استقبال واسعة لكنها لا تقدم الخدمة للمواطنين باستخراج جواز السفر أو حتى تجديده، لافتا إلى أن خدمة جوازات رفحاء مقتصرة على الوافدين دون المواطنين كاستخراج إقاماتهم وتجديدها واستخراج تأشيرات السفر وتمديد زيارات الأجانب، مُطالبا عبر «المدينة» مدير عام الجوازات بالمملكة بتوجيه جوازات رفحاء بخدمة المواطنين إلى جانب خدمتهم للوافدين. فيما قال المواطن عبدالله عايش العنزي أن أقرب نقطة لمحافظة رفحاء يمكن للمواطنين من خلالها استخراج جواز السفر أو تجديده تبعد 600 كم ذهابا وإيابا مُعرضين أنفسهم وعائلاتهم إلى مخاطر الطريق ومفاجآته، لافتا إلى أن كثيرا من الأهالي ممن يضطرون إلى تكبد عناء السفر ومشقته لاستخراج جواز السفر لا تنتهي معاملاتهم باليوم نفسه مما يضطرون إلى الانتظار لليوم التالي وربما تزيد حسب طبيعة وضع التقديم مما يؤثر ذلك سلبا على المواطنين ويرهقهم ماديا علاوة على ما يُعانونه من معاناة نفسية. من جهته استاء المواطن زياد الشمري من رفع مستوى مكتب جوازات رفحاء إلى شعبه مع اقتصار عمل المكتب على خدمة الوافدين دون المواطنين، مُشيرا إلى أن القرار لا يسد رمق المواطنين ولم ينه معاناتهم طوال سنوات مضت بتعرضهم لمخاطر الطريق كلما أرادوا استخراج جواز السفر أو تجديده، مُطالبا المسؤولين في الجهات المعنية بمراعاة مطالب المواطنين وتذليل العقبات في سبيل تحقيقها سيّما وأن مبنى الجوازات في رفحاء شامخ منذ سنوات بكامل أجهزته وطاقمه الوظيفي لا ينقصه سوى الأمر للعاملين فيه بخدمة المواطنين وتمكينهم من استخراج جواز السفر لهم ولعائلاتهم. وقالت المواطنة سميّة عبدالله بأنها اضطرت في وقت سابق لقطع مسافة 600 كم برفقة زوجها باتجاه جوازات مدينة عرعر لأجل استخراج جواز سفرها، لافتة إلى أن زوجها اضطر أن يتغيب عن عمله لمرافقتها مُشيرة إلى أنها تحملت أعباء الطريق ومشقته، وأضافت أنها أمضت ساعات الانتظار في السيارة تحت أشعة الشمس إلى حين صدور الجواز بنهاية الدوام الرسمي. من جهته قال ل «المدينة» مدير جوازات منطقة الحدود الشمالية العميد سعود العون بأنه صدر مؤخرا قرار يتضمن رفع مستوى مكاتب الجوازات إلى شعبة بما فيها مكتب جوازات رفحاء الذي سيشهد على ضوء القرار زيادة في عدد الأقسام الإدارية وإدارة للوافدين وزيادة في عدد الأفراد والضباط. وحول ما إذا كان بإستطاعة مكتب جوازات رفحاء بعد رفع مستواه إلى شعبة استخراج جواز سفر السعوديين، قال: إنه ليس من ضمن الهيكلة الجديدة افتتاح قسم جوازات سفر السعوديين في جوازات رفحاء، لافتا إلى أن رفع مستوى المكتب إلى شعبة لا يعني إمكانية إصدار جواز سفر السعوديين أو استحداث قسم لذلك.