استدعى الوضع الطارئ في ليبيا استنفار المواقف السياسية العالمية، وفي هذا الإطار أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس أن قمة مشتركة بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ستعقد «في الأسابيع المقبلة» لبحث الأزمة الليبية. وقال ساركوزي في ختام قمة أوروبية طارئة حول الوضع في ليبيا إن «المجلس الأوروبي قرر بناء على اقتراح فرنسا عقد قمة ثلاثية بين الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي خلال الأسابيع المقبلة». من جهة أخرى، أوضح الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن بلاده قررت أنه «من المناسب تعيين» مبعوث يتعامل مع المعارضة الليبية ويساعدها على تحقيق أهدافها. وصرح في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض «قررنا أنه من المناسب بالنسبة لنا تعيين ممثل تكون مهمته المحددة التفاعل مع المعارضة وتحديد الطرق التي نستطيع من خلالها تقديم مزيد من المساعدة لهم». وعبر عن قلقه بشأن قدرة الزعيم الليبي معمر القذافي على التمسك بالسلطة في ليبيا، مؤكدا أنه يجب الاستمرار في ممارسة الضغط على نظام العقيد الليبي. وأضاف «أنا قلق حيال ذلك. القذافي يملك مخازن للأسلحة، ولديه ليس فقط بعض القوات التي لا تزال موالية له، ولكن توجد كذلك تقارير بأنه يوظف مرتزقة». وعلى مستوى الميدان، تعرضت مواقع الثوار في مدينة راس لانوف، الواقعة شرقي ليبيا، لقصف مكثف أمس من قبل القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي، في وقت لم تتحدد فيه طبيعة القصف، وما إذا كان من طائرات مقاتلة أم قصف مدفعي. وكان الثوار انسحبوا من المدينة السكنية في راس لانوف، لكنهم ظلوا متواجدين بالقرب من المنشآت النفطية فيها، في ظل ترقب لما تتخذه القوى الغربية على الأرض. وفي وقت سابق، قال شهود عيان في مدينة مصراتة أن وسط المدينة يخضع بالكامل لسيطرة نظام العقيد معمر القذافي، حيث انتشر عدد من عناصر الكتائب الأمنية في ساحاتها، بينما احتفل أنصاره في وسطها رافعين الرايات الخضراء. من جانبه، قال سيف الإسلام القذافي، في مقابلة تلفزيونية، إنه يتلقى مئات الاتصالات يوميا من سكان المناطق الشرقية الذين يستنجدون طالبين إنقاذهم. وأضاف قائلا: «أرد بكلمتين لأهلنا في المناطق الشرقية وللمجموعات المسلحة، أقول لهم نحن قادمون».