أبدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس، قلقه من أن يكون الزعيم الليبي معمر القذافي لديه القدرة على التمسك بالسلطة، وقال: إن العالم يضيق الخناق على القذافي. فيما قال رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلوسكوني أمس: إن القذافي لم يعد طرفًا يتحاور معه المجتمع الدولي، ولكنه لن يتنحى عن منصبه أبدا خشية محاكمته أمام المحاكم الدولية. يأتي ذلك، فيما أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن فرنسا وبريطانيا مستعدتان للمشاركة بشروط في توجيه ضربات محددة الأهداف ضد القوات الموالية لنظام القذافي. وأعلن أوباما في مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض، عن تعيين مبعوث سيتم إرساله إلى قوات المعارضة الليبية في إطار جهود لتغيير التوازن العسكري في ليبيا، محذرا من أن على العالم واجب منع وقوع مجزرة في ليبيا مماثلة لتلك التي حدثت في رواندا أو البوسنة. وأضاف: أنا قلق حيال ذلك. القذافي يملك مخازن للأسلحة، ولديه ليس فقط بعض القوات التي لا تزال موالية له، ولكن توجد كذلك تقارير بأنه يوظف مرتزقة. وكان برلوسكوني صرح عقب قمة طارئة عقدت في بروكسل لبحث المسألة الليبية انتهت بالدعوة إلى رحيل القذافي فورًا، أن القذافي لم يعد شخصًا يتحاور معه المجتمع الدولي أو إيطاليا... ولكن من اللحظة التي تم الاعلان فيها أنه يجب محاكمته أمام المحكمة الجنائية، أصبح القذافي لن يتخلى أبدًا عن السلطة. وأضاف أن خيار المنفى على نفس الدرجة من الاستحالة لنفس السبب. وتابع برلوسكوني الذي يعد من أقرب الشركاء الدوليين للقذافي: لا أعتقد أن أي شخص يمكن أن يقنعه بتغيير رأيه. وأكد أنه لم يتحدث إلى القذافي منذ فبراير. وفيما يعقد مجلس جامعة الدول العربية اليوم السبت اجتماعا طارئًا له على مستوى وزراء الخارجية العرب؛ لمناقشة تطورات الأوضاع في ليبيا ومناقشة فرض حظر جوي عليها. أعلن مسؤول في الجامعة أن مبعوثي العقيد الليبي معمر القذافي لن يكون مسموحا لهم المشاركة في الاجتماع. وقد أرسل النظام الليبي سلمى راشد إلى القاهرة مكان عبدالمنعم الهوني مندوب ليبيا في جامعة الدول العربية الذي استقال من منصبه احتجاجا على قمع المتظاهرين. كما أرسل القذافي وزير الطاقة عمران أبو قراع، بحسب مصدر في الجامعة. إلا أن هشام يوسف، مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أكد أن أعضاء البعثة الليبية لن يسمح لهم بالمشاركة في القمة. وقال: إن الليبيون لن يحضروا الاجتماع، بناء على قرار جامعة الدول العربية في الثاني من مارس بتعليق عضوية ليبيا. وكشفت مصادر مسؤولة في الجامعة العربية عن وجود انقسام بين الدول العربية حول فرض حظر جوى على الأراضى الليبية، وتسليح الثوار الليبيين، مؤكدة أن عددا كبيرا من الدول العربية في مقدمتها دول الخليج تضغط لاستصدار قرار بهذا الشأن، فيما تعترض دول عربية أخرى. وكان أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن فرنسا وبريطانيا مستعدتان للمشاركة بشروط في توجيه «ضربات محددة الأهداف» ضد القوات الموالية لنظام معمر القذافي خصوصا إذا قامت هذه الأخيرة باستخدام «أسلحة كيميائية» ضد السكان. ميدانيا، انسحبت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي أمس من المنطقة السكنية بوسط بلدة راس لانوف بشرق ليبيا بعد أن شنت هجوما بريا وبحريا وجويا عنيفا بهدف استعادة السيطرة على البلدة من أيدي قوات المعارضة المسلحة. وقالت المعارضة المسلحة: إن القوات الحكومية انسحبت إلى غرب البلدة التي توجد بها منشآت نفطية هامة، وقالت: إن غارة جوية شنتها طائرات القذافي قد أصابت مخازن نفط تابعة لمحطة تكرير مملوكة للدولة. ونفت الحكومة استهداف المنشأة. وهذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها المنشأة للقصف هذا الأسبوع بعد أن القت المعارضة المسلحة باللائمة على الحكومة في هجوم جوي آخر دمر مخازن النفط ومنشآت أخرى في السدرة التي تقع على الساحل الشمالي الليبي إلى ناحية الشرق حيث يستعر القتال. وكان التليفزيون الحكومي الليبي قد قال في وقت سابق: إن قوات القذافي تسيطر الآن على رأس لانوف وقد عرض صورًا لجنود موالين للقذافي وهم يحتفلون على مشارف البلدة.