فقد العقيد معمر القذافي سيطرته على نصف الاراضي الليبية، وفق تقويم البيت الابيض، وقال الرئيس باراك اوباما ان بلاده، التي تقوًم الدعم العربي والافريقي لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، تخشى مجازر في ليبيا تشبه ما حدث في البوسنة ورواندا. وفي الوقت الذي يدرس فيه الحلف الاطلسي امكانية القيام بهذه الخطوة تحدث الرئيس الاميركي عن امكانات تعيين منسق اميركي مع المعارضة الليبية في وقت اعتبر الاتحاد الاوروبي ان المجلس الوطني الانتقالي «مفاوضاً مشروعا». واشار اوباما الى انه يشعر ب»القلق» من قدرة القذافي على التمسك بالسلطة مؤكداً انه يجب الاستمرار في ممارسة الضغط على النظام الليبي. وقال ان العالم عليه «واجب» منع حدوث مجزرة ضد المدنيين في ليبيا مماثلة للمجازر التي وقعت في البوسنة ورواندا. واضاف في مؤتمر صحافي في البيت الابيض ان وقف عمليات قتل المدنيين هي احد الاسباب التي دفعت الغرب الى القيام بمراقبة جوية متواصلة فوق ليبيا. واكد ان الولاياتالمتحدة استشارت دولاً عربية وافريقية لقياس مقدار دعمها لفرض حظر جوي على ليبيا. واضاف: «انا قلق جداً حيال ذلك، القذافي يملك مخازن للأسلحة، ولديه ليس فقط بعض القوات التي لا تزال موالية له، لكن توجد كذلك تقارير بانه يوظف مرتزقة». وتابع «علينا ان نواصل ممارسة الضغط». وفي اشارة الى محاولة شق صفوف انصار النظام قال اوباما «ان على العالم ان يحاول تغيير التوازن عسكرياً في ليبيا وفي اوساط المقربين من القذافي». الا ان اوباما لم يكشف عما اذا كانت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها فكروا في تسليح قوات المعارضة الليبية لكنه قال ان الولاياتالمتحدة قررت ان «من المناسب تعيين مبعوث يتعامل مع المعارضة الليبية ويساعدها في تحقيق اهدافها». واعتبر قادة الاتحاد الاوروبي «المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا» محاوراً مشروعاً»، كما قال رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي بعد قمة استثنائية عقدها القادة في بروكسيل. وقال رئيس الاتحاد الاوروبي في مؤتمر صحافي بعد القمة ان رؤساء الدول والحكومات الاوروبية «يحيون المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي ويشجعونه، ويعتبرونه محاوراً سياسياً جديرا بالثقة» بعدما اجرى عدداً منهم لقاءات مع مسؤولين اوروبيين على هامش القمة، لا سيما مع رئيس الاتحاد ومفوضة الشؤون الخارجية كاترين آشتون. وجدد بيان القمة دعوات الى رحيل القذافي فوراً «من دون تأخير» لأنه لم يعد «محاورا» واكدوا درس «كل الخيارات» الممكنة من اجل «حماية المدنيين» شرط توافر سند قانوني «واضح» ودعم دول المنطقة. واعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان قمة مشتركة بين الاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي ستُعقد «في الاسابيع المقبلة» للبحث في الازمة وان آشتون تبدأ مشاورات في القاهرة الاثنين. ويجتمع مجلس الجامعة العربية في القاهرة اليوم، على مستوى وزراء الخارجية، في غياب ممثل عن ليبيا، التي عُلقت نشاطاتها بسبب قمع حكومتها الشعب. الى ذلك، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس انه سيوفد مبعوثه الديبلوماسي الاردني عبدالاله الخطيب الى طرابلس الاسبوع المقبل لمناقشة القلق الدولي في شأن حملة القمع التي يشنها القذافي ضد شعبه. واكد الخطيب انه يتطلع لتنفيذ المهمة بالتعاون مع الامين العام والهيئات الدولية والدول الأعضاء. وسيرافق المبعوث، الذي سيغادر نيويورك اليوم فريق من كبار المسؤولين وعدد من الموظفين المسؤولين عن المساعدات الانسانية. واكد الامين العام على ان «التحدي الاكبر في ليبيا انساني وعليه يجب وقف العنف ومعاقبة المسؤولين عن العنف ضد المدنيين». وسيزور الامين العام تونس ومصر الاسبوع المقبل لكنه لم يحدد موعداً ثابتاً للزيارة التي يعتقد انها ستكون بعد جولته في غواتيمالا التي تبدا الثلثاء وتنتهي الخميس، ويتوقع ان يتوجه من هناك الى شمال افريقيا، بحسب مسؤولين. وعلى الصعيد الميداني، احتدمت المواجهات في شرق البلاد خصوصاً في مدينة راس لانوف النفطية التي أخلاها الثوار بعد هجمات شنتها قوات القذافي من البر والبحر والجو. لكن معارضين قالوا مساء إن قوات القذافي خرجت من راس لانوف حيث تدور المعارك في محيطها. وأعلن معارضون أن طائرات ليبية قصفت أهدافاً في منطقة العقيلة والبريقة شرق خط الجبهة في راس لانوف، في أول ضربة بهذا العمق في مناطق الثوار في الشرق. وسمحت السلطات الليبية أمس لمجموعة من الصحافيين بدخول مدينة الزاوية، غرب طرابلس، حيث بدت آثار الدمار الكبير إثر المعارك الطاحنة التي شهدتها هذه المدينة النفطية على مدى أيام. وقال معارضون إن قوات القذافي تقوم بعمليات قتل واسعة في الزاوية، واظهرت لقطات بثتها محطات تلفزيون مختلفة مسجداً وقد لحق به دمار كبير. وقال معارضون مساء أن هناك «تجمعاً كبيراً في منطقة السكت جنوب مصراتة (شرق طرابلس) لدبابات وناقلات جنود» وإن «الثوار يتوقعون هجوماً على المدينة»، ثالث أكبر المدن الليبية بعد طرابلس وبنغازي. وليل امس قال شهود عيان لوكالة «رويترز» ان القوات الموالية للقذافي شنت هجوماً جوياً قرب بلدة العقيلة الى الشرق من خط مواجهة يقاتل عنده المعارضون للسيطرة على بلدة راس لانوف النفطية. وقال ناطق باسم الثوار ان هجوماً جوياً اليوم (امس) كان أكثر توغلاً في الشرق واستهدف بلدة نفطية أخرى هي البريقة. وقال حمزة محمد صالح من سكان المنطقة «سمعت المحرك ورأيت الطائرة» مشيراً الى الهجوم قرب العقيلة. وأضاف أن الهجوم وقع خارج البلدة. كما شاهد مراسل «رويترز» في العقيلة عموداً من الدخان ينبعث أثر الضربة التي استهدفت منطقة صحراوية قرب البلدة.