حولت ألوان الفنان محمد الشهري إيقاعات الأشكال الرمزية ذات الدلالة التعبيرية إلى بانوراما تشكيلية ب 50 لوحة قدمها في معرضه الشخصي الثالث البارحة الأولى في صالة أتليه جدة للفنون الجميلة بتنظيم من جمعية الثقافة والفنون. امتازت أعمال الشهري الجديدة بتوهج لوني متنوع، فعلى مسطحات لوحاته انبثقت إيقاعته التأثيرية عبر ملامس السطوح لتكشف قوة التوحد البنائي من خلال تلك المساحات اللونية في فضاء اللوحة مما أحدث حالة من الحياة والحركة النابضة في العمل الفني. وإذا كانت هندسة الفن الإسلامي محكمة ومقننة ومؤطرة بالعلاقات البنائية المعمارية، فإن هندسية محمد الشهري قد حررها من تكتلها وانحباسها داخل أطر وجعلها تطوف في كونيات الرمز والمفردة التراثية ذات أبعاد جمالية جديدة وبصياغة معاصرة أكثر حداثة. ولم يكتف الشهري بالإسقاطات الزخرفية، بل إنه حول لوحته إلى تموجات بنائية خدمت العمل في أكثر من موضع وحولتها إلى حوار يفيض بالتناغم وانسياب المشاعر عبر هذه العناصر الزخرفية، كما اختزل الشهري في أعماله جماليات نقاء اللون، مستخدما تقنيات أخرجته من العمل التقليدي إلى أعمال أكثر رحابة ونقاء مفعمة بفكر ثقافي زاد أعماله جمالا وحيوية مطلقة مستعرضا رموزه التشكيلية بحرفية عالية. لقد حقق الفنان رؤية جديدة أكثر إثارة بتلوينه للمسطحات على سطح اللوحة وتطعيمها بالنقوش والزخارف التي تدلل على أصالة الفنان وارتباطه بالمكان والبيئة لتمثل انطلاقته الحقيقة نحو التجريد وفنون ما بعد الحداثة. المعرض الذي أطلقه المهندس لؤي حكيم حضره كثير من الفنانات والفنانين والإعلاميين والمهتمين ومتذوقي الفن التشكيلي في جدة في أمسية فنية امتدت إلى ساعة متأخرة من الليل. وحقق الشهري خلال مسيرته الفنية عددا من الجوائز المهمة أبرزها: جائزة مسابقة السفير، جائزة ملون السعودية للفن التشكيلي، والجائزة الثالثة في مسابقة أبها التشكيلية.