من يتابع تداعيات الأوضاع في العالم العربي وتحديدا في تونس ومصر وليبيا يعي أن هناك حراكا اجتماعيا، قاد الشارع للخروج والانتفاضة على أوجاعه بشكل يتجاوز محددات الحرية والجوع والبطالة والسكن، فالحرية في مصر بشكلها العام أكثر من دول أخرى والدخل في تونس أكثر من غيره في بلدان أخرى، والبطالة في ليبيا ليس الرقم الأعلى على دول أخرى. إذن هناك محددات جديدة غير هذه، وإن كانت هذه هي المحرك التقليدي لها، إنها الحاجة إلى الكرامة باعتبارها مستحقا أساسيأ للإنسان، إنها الحاجة إلى المشاركة في الحياة دون تسيير يؤدي إلى قمع كل أشكال الوجود الطبيعي. لذلك جاءت تداعيات هذه الانتفاضة عنيفة جدا، لا في إسقاط نظامين والسير حثيثا في إسقاط النظام الثالث، ولكن في الزلزال الذي أوصلته الفضائيات ووسائل الاتصال في جسد الأمة العربية لأول مرة منذ سنوات الاستقلال الأولى، زلزال جعل الجامعة العربية تصحو بعد نوم عظيم لتحاول أن تحدد موقفا لها. زلزال جعل الناس تتساءل ما هو شكل المستقبل، بعد أن كان شكل المستقبل والتفكير فيه، أمرا لا يخطر على بال أحد، وإذا خطر فإنه بالتأكيد .. مأساوي وكارثي. إن الأمة العربية بدولها المختلفة يبدو أنها بدأت تعيد صياغة وجودها من جديد، في عالم يمور بالتحولات في كل شيء من الوصول إلى المعلومة إلى البحث عن الحرية والمعرفة والحياة الطبيعية. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة