استهل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية تعاملاته أمس على ارتفاع، محققا ارتدادا إلى أعلى ومنذ بداية الجلسة، وواضعا حدا للإغلاقات السلبية التي سجلت رقما قياسيا كأطول فترة هبوط خلال العامين الماضيين، والتي استمرت على مدى 13 جلسة. وسبق أن سجلت السوق قاعا تاريخيا في 9 مارس (آذار) من العام 2009، شهدت معه إغلاقات سلبية متتالية، ولكنها أقصر من الإغلاقات السلبية الأخيرة التي هي الأخرى سجلت قاعا عند مستوى 5231 نقطة أثناء جلسة الأربعاء الماضي، وبلغت خسائر السوق منها ما يقارب 185 مليارا. كما استطاع المؤشر العام أمس تخطي حواجز مقاومة مهمة، نتيجة تغلب قوى الشراء على البيع، ولكنه بالغ في الصعود كما بالغ في الهبوط أثناء بدء الأزمة، فكان من الأفضل ألا يبالغ سواء في الصعود أو الهبوط، لأن من أبرز أسباب عزوف السيولة الاستثمارية عن الدخول في الفترة الماضية هو الارتفاع المبالغ فيه أو التراجع القاسي، فالسيولة الاستثمارية تبحث عن استقرار الأسواق، والبحث عن أسهم الشركات ذات المحفزات والمحققة لأرباح تشغيلية والحصول على توزيعات نقدية أو منح مجانية، بعكس السيولة الانتهازية التي لا تنظر إلى مركز الشركة المالي، بل هدفها المضاربة على السهم لتحقيق مكاسب سريعة، بغض النظر عما تحتويه القوائم المالية للشركة. على صعيد التعاملات اليومية، أغلقت السوق على ارتفاع بمقدار 386 نقطة، أو ما يعادل 7.29 في المائة ليقف عند خط 5710 نقاط، وبحجم سيولة قاربت على 6 مليارات ريال، وكمية منفذة قاربت على 303 ملايين. ارتفعت أسعار أسهم 141 شركة وتراجعت أسهم شركتين هما معدنية والعقارية. وافتتحت السوق جلستها على ارتفاع، مدعومة بالتطمينات التي بثها وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، والمتمثلة في تدخل المؤسسة العامة للتقاعد من خلال صندوقها الاستثماري بالشراء، وأن الأسعار أصبحت مغرية، ومن الواضح أن تدخل تلك الصناديق جاء عن طريق أسهم معينة، أغلبها من القياديات، ما جعل أسهم الشركات ترتفع ككتلة واحدة. ومن الناحية الفنية، يعتبر تراجع السوق إلى مستويات 5231 نقطة إيجابيا، لكون قيمتها الحقيقية قريبة من هذه المستويات، ويعتبر ارتدادها أمس إيجابيا، ويميل إلى الحقيقي وليس الوهمي، بغض النظر عن التراجعات اليومية المقبلة التي لا تتجاوز عمليات جني الأرباح للسوق بشكل عام، فلذلك من الأفضل متابعة السوق خلال الجلسات الثلاث المقبلة، فهناك عدة احتمالات ومن أبرزها مواصلة الصعود مع إجراء عمليات جني أرباح متكررة ولأكثر من مرة خلال الجلسة الواحدة، أو العودة إلى أسفل بهدف الشراء وليس البيع.