افتقدت أفراح أهالي قرى منطقة الباحة نكهتها السابقة، عندما كانوا جميعهم يستعدون لها مبكرا، وينتظرونها بشغف وشوق، ينشرون عقود اللمبات في منزل أهل العريس وداخل خيام الفرح وخارجها، حتى تصبح القرية منارة ويتسامر شباب القرية داخل الخيام المنصوبة قبل موعد الزواج، وعندما يحين موعد الفرح يتجمع الأهالي مع ذوي العريس، ويساعدونهم على تجهيز الذبائح ويتناولون جميعا (الكبدة والمقلقل). ويحضر جميع الأهل المسافرين إلى القرية، ويتولى والد وأسرة العريس ضيافتهم خلال ثلاثة أيام من موعد الفرح، وفي ليلة الفرح يعد الأهالي العشاء وبعد تناوله تنطلق العرضة الشعبية، ويقدم خلالها الشعراء القصائد ثم يغادر العريس مع عروسه إلى منزله وليس الفندق كما يحدث حاليا، ويستمر شباب القرية في السمر حتى الفجر، وينام الضيوف في منزل أهل العريس. وللنساء طقوسهن طوال أيام المناسبة، حيث يحضرن الدفوف للابتهاج حتى الفجر طيلة ثلاثة أيام وقد تزيد إلى أسبوع. ومنذ ظهور قصور الأفراح، بدأت المظاهر القديمة للفرح والسرور تختفي، وأصبحت مناسبات الفرح بلا طعم ولا لون ولا رائحة، وأصبح أهل العروسين ضيوفا، وتخصصت العمالة الوافدة في تجهيز القهوة والشاي وتوزيعها على الحضور، وإعداد الوليمة الوحيدة بعد أن كانت تجهز الولائم للإفطار والغداء والعشاء لثلاثة أيام أو أكثر، أما حاليا فإن أغلب أهل المناسبة يحضرون لقصر الفرح قبل العشاء بسويعات، وبعد تناوله يغادر الجميع، ثم يذهب العريس للفندق، إن لم يصطحب عروسه معه ويسافر بها حسب التنسيق المسبق لخارج الوطن أو بعض المدن، وأهله لا يرونه ولا يشاركهم الفرحة إلا لحظات. إلى ذلك، قال الشيخ إبراهيم بن أحمد بن مريسل عريف قرية العامر في محافظة بلجرشي «إن مناسبات اليوم وأفراحها شبيهة بالأتراح، لقد كانت آنذاك فرحا بما تعنيه الكلمة، كانت جميع المناسبات والأفراح في المنازل، أما اليوم فإنها تنطلق في قصور الأفراح، كنا نعيش الفرح أياما عدة حينما كان أهل القرية على قلب رجل واحد، مناسبة أي فرد من الجماعة كأنها مناسبة الجميع، وكان الطبخ يعد في البيت، لم نكن نعرف الطباخ، وفي المساء تنطلق العرضة بمشاركة الجميع صغارا وكبارا. وأضاف إبراهيم ضاحكا العريس كان يشارك أهالي القرية الفرح ثلاثة أيام، ولكن العريس حاليا يغادر إلى الفندق سريعا وأحيانا قبل وضع وجبة العشاء وبعدها يصبح قصر الفرح خاليا تماما من الضيوف.