هناك مقولة تقول «يفوح شذى الياسمين ولو دسناه ألف مرة» وكم من ياسمينة دسنا عليها بطريقنا ولم ننتبه لآهاتها ورغم ذلك هي صابرة لا تشتكي، بل تفوح لنا بعطرها البديع، كم في حياتك من أشخاص بخست حقهم من ابتسامة وجهك أو من كلمة حنونة تمحي بها آثار الجفاء والنسيان، كم في حياتنا من أناس أضاءوا لنا الطريق ومهدوا وفرشوا رموش أعينهم أحيانا لنسير عليها وأحيانا فرشوا قلوبهم لنرتاح بين جنباتها حتى لا نرى ما يؤلم أو يؤرق حياتنا، أين هم من قاموس اهتماماتنا، أين حقهم علينا هل وفينا الياسمين حقه، هل حافظنا عليه ورويناه بالحب والعطاء أم هو كما هو ياسمين ندوس عليه مرات ومرات ويعطينا هو رائحته الجميلة؟ فلنبحث في حياتنا لكل منا ياسمينه الذي لم يفح عطرا فقط، بل فاح حبا وعطاء وتفاني ودموعا.. ألما لأحزاننا وأملا لآمالنا وفرحا لنجاحنا، ابحث عن ياسمين عمرك حتى لا تستنفذ مرات الدوس عليه؛ فالألف مرة يمكن أن تمر في وقت قصير قد لا تدركه إلا بعد أن يمر فتشتاق بتلك الياسمينة وتسير تبحث عن عطرها تستحسه وتقتفي أثره وتبحث وتبحث وتنادي عليه فلا يجيبك إلا الصدى والحصرة على ياسمين العمر، أما لو أنت تلك الياسمينة فآه ولك الله. سما أبو المجد