اختتم ملتقى «الإعلام والقضاء» بعد جلسة مثرية تناولت «تجربة المتحدث الرسمي في الأجهزة الحكومية»، على أن التوصيات خلت من الوعد بملتقى ثانٍ يرصد ما تحقق وتمخض عن تطبيقات الأول حتى تمتد محاولة الارتقاء وتكون قيمة مضافة لحقلي الإعلام والقضاء بتبني روافد لهذا الملتقى عبارة عن مناسبات وفعاليات لاحقة. ولاحتواء ما تشكل من أزمات خلفتها ردود الفعل على أحكام قضائية كانت الصحافة تقود حراكا مدنيا يرفضها والقضاء يتمسك بأحكامه التي اعتبرتها بعض شرائح المجتمع صادمة وغير مقبولة، وصولا إلى مرحلة حسم الجدل بصدور عفو ملكي يشفي غليل المجتمع المطالب بأحكام تراها بعض شرائحه أقرب إلى القبول من حكم القاضي.. كمثال (قضية فتاة خميس مشيط، فتاة القطيف)، واليوم نشهد على رفض البعض وشجبهم لعدم تدخل القضاة للتصدي لتزويج الصغيرات وفي قضايا العضل و(أخرها قصص الطبيبات المعضولات.. إلخ). المجتمع المدني الناشط في حقوق الإنسان يلتهب تجاه الأحكام الموجهة للمرأة ويتعاطف معها وتسانده الصحافة، بالتالي المطالبة بملتقى يتناول «قضايا المرأة والقضاء» أصبح ملحا لاحتواء ما كانت المنصة، ومن خلال غالبية ورقات المتحدثين، تئن تحت وطأته على اعتبار أن تدخل الصحافة مرفوض، ونتج عن هذا الموقف منع النشر حتى تصدر الأحكام في القضايا؛ وهذا ما رد عليه رئيس تحرير صحيفة الوطن جاسر الجاسر بالتوضيح أن ذلك موقف تتخذه الدول الغربية حتى لا تتأثر قرارات «هيئة المحلفين» في تلك الدول ونحن لا يوجد لدينا مسوغات لمنع النشر قبل صدور الأحكام في بلادنا. والمهم أن الملتقى لخص رؤى وتجارب تراكمية، وبينما طالب رموز القضاء بعدم شخصنة القضايا أو التعميم في نقد الأحكام القضائية أو في نقد المنتمين للسلك القضائي، تجاوزوا فكرة أن الصحافي المسيء إلى مصداقيته، ومن ينتج عنه خلل تحاسب عليه المؤسسة الصحافية ممثلة في رئيس التحرير هو أيضا فرد لا يمثل أهل الإعلام والصحافة..! وما يبحث عنه الإعلامي المهني أن يعزز مصداقيته أمام مجتمعه لا أن يخسرها!. أخيرا لفتني ما تطرق إليه اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية حول الصورة الذهنية المتناولة في الأعمال الدرامية وتسيء إلى شخصية رجل الأمن ولا تعكس حقيقته وما يفترض أن يقدم من طرح متوازن، وهذه الإشكالية تحتاج أن يلتئم ملتقى آخر يجمع صناع ومنتجي الدراما وقادة الرأي في الإعلام في الجهات الرسمية في الدولة، وأن تثمر وتورق مثل هذه الملتقيات ويتمخض عنها تصويب مسارات أخرى لها دور في خلق مشكلات مرتبطة بالأمن الاجتماعي بالإمكان تلافيها بدلا من تركها تتراكم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة