حذر خبراء سعوديون متخصصون في شؤون الأسرة من تنامي ظاهرة عضل أولياء الأمور لبناتهم، لافتين إلى أن "الظاهرة قد تنعكس سلبا على المجتمع وقد تدفع بالفتيات المعضولات للانحراف". ونقل موقع "العربية نت" عن رئيس جمعية حقوق الإنسان السعودية د. مفلح القحطاني قوله إن "هذه الحالات تدخل ضمن تصنيف قضايا العنف الأسري، والعضل أمر منهي عنه شرعاً، لهذا نحن نعمل على توفيق الأمر بين الفتاة ووليها بما يمكنها من الزواج، لكن في بعض الحالات لا يكون هناك تجاوب من الولي فيتم تحويل الأمر إلى القضاء عبر تقديم المشورة والنصح للفتاة بهذا الأمر للنظر في عضل وليها لها بشكل قضائي بما يمكنها من الحصول على حقها" ويعني مصطلح "العضل" امتناع أولياء الأمور عن تزويج بناتهم بشخص ترضاه أو كان كفؤا لها، وصوره واشكاله تتعدد مثل أن يكون الهدف هو الراتب الذي تتقاضاه الفتاة ، أو لا يتم تزويجها إلا من العائلة نفسها حتى لو جاء خاطب كفء يماثلها سناً ونسباً، أما من صور العضل المستجد أن يمنع زواجها بحجة إكمال الدراسة وتأمين المستقبل. وأضاف القحطاني أن "بعض القضايا لا يكون الحكم في صالح الفتاة على الرغم من وضوح الدعوى فقد يكون هناك تباين في آراء القضاة، وقد يكون للقاضي وجهة نظر معينة فقد يرى القاضي أن اتهام الفتاة لوليها بالعضل ليس قانونياً لرفضها بعض الخاطبين ورغبتها في آخر غير مناسب لعائلتها، وهذا يعد خلافاً أسرياً وليس عضلاً". من جهته، حذر متخصص في التنمية البشرية الدكتور مريد الكلاب من "تأثير هذه القضية السلبي على المجتمع الذي قد يدفع الفتيات المحرومات من الزواج بأمر وليها إلى الانحراف لإرضاء حاجة إنسانية وطبيعية أو حتى الهروب من المنزل". وأضاف "قد تؤدي هذه المعاناة إلى الانحراف المباشر أو غير المباشر من خلال المعاكسات واللبس غير المحتشم، وربما يصل الى هروب الفتاة من بيت أهلها، ولا يجب علينا أن نغض الطرف عن هذا الأمر بل أن نعترف به بشجاعة". وشدد الكلاب على أن القضية ليست وليدة اليوم بل هي قديمة ولكنها بدأت تظهر بشكل كبير أخيراً لارتفاع الوعي لدى الفتاة السعودية الذي أوصلها للتحدث عن مشكلتها، بحجر الأب على مستقبل ابنته لدرجة أن يمنعها من الزواج للاستحواذ على دخلها المادي، وهذا أمر فيه ظلم شديد على الفتاة". وكان عضو هيئة كبار العلماء الشيخ قيس آل مبارك قال في تعليق له على شكوى إحدى الفتيات إن الأب الذي يعضل ابنته ويمنعها من الزواج يترتب عليه ذنب كبير، وليس من العقوق أن تلجأ البنت إلى القضاء لترفع ولاية والدها عنها إن عضلها ومنعها من الزواج، مبيحا للفتاة المعضولة أن تشتكي والدها عند القاضي بكل أدب ولطف. وكشفت تقارير رسمية أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تلقت أكثر من 50 شكوى من سعوديات رفض أولياء أمورهن تزويجهن خلال الخمسة أشهر الأخيرة فقط، حيث تم الفصل في 213 قضية عضل في عام 2007 فقط، وتضاعف الرقم إلى أكثر من 480 قضية في العام الجاري فقط، وذلك حسب تقارير غير رسمية.