ها هي شمسنا تشرق وسماؤنا تصفو بعودتكم معافى بإذن الله، له الحمد وحده وله المنة، وها هي تعود للوطن عافيته بعد إذ عوفيت، ليرتدي أزهى حلله، وتكسو الفرحة وجوه أبناء وطنك، يملأ البشر والسرور شوارعه، ويتبادل الناس نساء ورجالا وشيوخا وأطفالا التهاني والتبريكات، فيوم عودتكم يوم عيد من أجمل أعياد الوطن. المراقب الأجنبي قد يبدو مندهشا من مظاهر العيد والفرح التي تكسو الوجوه والشوارع في يوم يحسبه من الأيام العادية في إيقاع الحياة اليومية للسعوديين، ولا يستطيع أحد أن يلومه على دهشته فكيمياء العلاقة بين القيادة والشعب في المملكة تتميز في تركيبتها بخصائص متميزة وغير مألوفة بين المجتمعات الأخرى، فهي علاقة قامت، منذ تأسيس الدولة على أسس أرسى دعائمها ورسخها الملك الاستثنائي المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن (طيب الله ثراه)، على المحبة والتمازج الروحي العميق بين ولي الأمر وشعبه، وقد أكدها ورسخها أبناؤه الذين ترسموا خطاه وتقفوا آثاره من بعده، لذا فعندما يصيب طارئ صحي ولي الأمر يتداعى له سائر جسد الشعب بالحزن والسهر والقلق، وبالدعاء الصادق الحار الذي لا ينقطع ليل نهار، وعندما يتعافى تمتلئ البلاد فرحة وبشرا، وكأنما يتغشاها العيد حاملا بين يديه لها الفرح والضحك والبشرى. وها هو مليكنا يبادل شعبه حبا بحب، ووفاء بوفاء، فتأبى أياديه البيضاء إلا وأن تهطل خيرا مدرارا ليزيد فرحة أبنائه بشفائه فرحة، فيبشرهم بحوالي (150 مليار ريال) دعما للشرائح الأكثر حاجة بين أبناء شعبه عبر صناديق ومؤسسات الدعم الاجتماعي المختلفة، في بادرة، ضمن مبادراته التي لم تنقطع مذ تولى أمرهم لمحاربة الفقر، وفتح الآفاق والفرص أمام الشباب والنساء والأسر الأكثر حاجة للإعانة والعمل والسكن وتوفير الاحتياجات المعيشية الضرورية والترفيهية معا، وإعفاء سجناء القروض من المعسرين غير المقتدرين على سدادها، جمعا لشمل الأسر، وتثبيت علاوة غلاء المعيشة لرواتب العاملين. ومن أبرز المزايا التي أعلن عنها المليك رفع رأسمال بنك التسليف إلى ثلاثين مليار ريال (ثمانية مليارات دولار)، وضخ أربعين مليار ريال (10.66 مليارات دولار) في صندوق الإسكان، وإعفاء المقترضين من بنك التسليف من قسطين لمدة عامين وتثبيت بدل غلاء بنسبة 15 % في مرتبات موظفي الدولة. كما شمل قرار الملك إحداث 1200 وظيفة لدعم البرامج الرقابية، ودعم ميزانية برنامج الابتعاث، ودعم أبناء الأسر المحتاجة في الجامعة والإعفاء عن عدد كبير من سجناء الديون، وزيادة دعم الأندية الرياضية، وحسب القرار الملكي ستمنح عشرة ملايين ريال (2.7 مليون دولار) لكل جمعية مهنية، وإعانة مالية للباحثين عن العمل لعام واحد، وتخصيص عشرة ملايين ريال (2.7 مليون دولار) لكل ناد أدبي. ليست هي المرة الأولى التي تمطر وتجود فيها راحتاه حفظه الله خيرا ودعما لهذه الشرائح الاجتماعية، فمنذ أن تقلد خادم الحرمين الشريفين قيادة المملكة والخير يهمي مدرارا، حتى يومنا هذا، حيث انعكست عودة الملك إيجابيا على سوق الأسهم السعودية الذي ارتفع بنحو ثماني نقاط، بعد تراجع متواصل على مدى ثمانية أيام نتيجة الأوضاع المضطربة في المنطقة. ولعلنا لا نضيف شيئا إذا قلنا بأن هذا كله لا يكاد يكون مستغربا أو فيه شيء جديد، فهذا نهج أرساه الملك المؤسس (رحمه الله) وسار فيه على خطاه أبناؤه من بعده، إلا أن السؤال كيف يترجم التنفيذيون هذا العطاء الملكي السخي على أرض الواقع؟. هذا هو التحدي الحقيقي. * أكاديمي وكاتب سعودي www.binsabaan.co للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 215 مسافة ثم الرسالة