يحتفظ أقدم تجار السمن والعسل والطحينة في محله المتواضع على طرف نفق السليمانية في مكةالمكرمة بمخزون تاريخي في واحد من أشهر أسواق مكة القديمة. قضى علي سالمين أكثر من 55 عاما في علاقته بتجارة السمن والعسل فيما يرجع تاريخ تجارة أسرته إلى أكثر من 90 عاما يقول «عرفت أسرتي هذه التجارة منذ عام 1240ه في مكةالمكرمة وتحديدا في سوق المعلاة الذي كان ملتقى تجار مكة مع الجمالة الحاملين بضائعهم القادمة من مناطق الحجاز ونجد والجنوب، فيما تتوزع الحوانيت على أطراف الحلقة حيث كنا نستقبل أصحاب السمن البري والبقري والعسل على ظهور الجمال وداخل القِرب». وأضاف علي «نشتري بضائعهم مقابل تزويدهم ببضاعة عن طريق المقايضة فعادة ما نجهز لهم البن والهيل والرز والشاي مقابل أن يسلمونا قِرب السمن البري، إذ يعتبر برج الثور واحدا من أهم المواسم التي يخزن فيها تجار مكة السمن داخل "الأزيار" لبيعها طوال الموسم، فثمة سباق محموم بين التجار لتخزين أكبر الكميات حتى أن ثمة مثلا متداولا بين تجار السمن». وذكر أقدم تجار السمن والعسل أن أداة الوزن قديما كانت «الأوقة» وهي تساوي كيلو وربع وكانت الوسيلة التي توزن بها البضائع إلى أن منعها رئيس بلدية مكةالمكرمة الأسبق عبد الله عريف واستبدلها بالكيلو جرام حيث كان سعر السمن ب «الأوقة» قديما 8 ريالات عام 1380ه ثم ارتفع إلى 12 ريالا عام 1390ه فيما تجاوز سعره اليوم 130 ريالا. وأضاف «أنشأت تجارة السمن علاقات اجتماعية واسعة بين تجار مكة وبين كثير من أبناء قبائل هذيل وعتيبة وقريش ومطير حتى أن علاقات واسعة شملت كبار المنتجين في جنوب وشمال المملكة». وأشار سالمين إلى أن أجود أنواع السمن البلدي المستخرج من الماعز والضأن وهو ما يضفي مزيدا من النكهة والطعم على الأكلات الشعبية المكية مثل الفول والعدس والعريكة والمعصوب. وأبان علي أن من أجود أنواع السمن البري قديما الذي يأتي من ديار قبائل فهم والجحادلة والقرح من هذيل. وألمح سالمين إلى أن تجارة الطحينة التي ترتفع مبيعاتها هذه الأيام من الشتاء فقدت صناعتها قديما في سوق المعلاة بسبب عدم وجود أحواش للصناعة والتخزين مشيرا إلى أهمية تدخل الأمانات والبلديات في ترشيح شيخ لطائفة السمانة والنحالين مقابل الكشف على السمن والعسل المعروض للبيع في المزادات لحماية المستهلكين.