على كامل صفحتها الأولى تنشر صحيفة «تايمز» البريطانية الصادرة أمس تحقيقها الرئيس بعنوان «معركة طرابلس»، وتخصصه للحديث عن الصراع الدامي الذي يخوضه الليبيون الساعون للإطاحة بنظام الزعيم معمر القذافي الذي لا يزال يتحصن في معقله داخل العاصمة. وفي الداخل تفرد الصحيفة مساحة واسعة للحديث عن معركة أخرى بدأها الزعيم الليبي وأبناؤه قبل حين: إنها معركة توزيع ثروة العائلة، التي قدرها بعض الخبراء بحوالي 100 مليار دولار أمريكي، وإخفائها في ملاذات آمنة في أنحاء مختلفة من العالم. فتحت عنوان «أسرة القذافي تتطلع لإخفاء 3 مليارات جنيه إسترليني مع سمسار بورصة في حي ماي فير»، نطالع على الصفحتين الثانية عشرة والثالثة عشرة من «تايمز» تحقيقا مشتركا لمراسلي الصحيفة، هيلين باور وغاري باركنسون، عن جهود إخفاء ثروة القذافي من عائدات النفط عبر السنين، كما يرى التقرير. يكشف تقرير الصحيفة أن القذافي قد أودع الأسبوع الماضي، وبشكل سري، مبلغا قدره ثلاثة مليارات جنيه إسترليني (حوالي خمسة مليارات دولار أمريكي) لدى أحد مديري الشركات الخاصة، والمتخصصة في إدارة الثروات، ومقرها حي «ماي فير» الفخم وسط العاصمة البريطانية لندن. وينقل التقرير عن خبراء ماليين قولهم إن عملية الإيداع تلك لم تكن سوى جزء من عملية أوسع قام بها القذافي وأفراد أسرته لتأمين وحماية ثروة العائلة، وذلك قبل أن يفقد العقيد سيطرته على آخر معاقله في طرابلس ويرغم على الرحيل عن الحكم الذي وصل إليه في انقلاب عسكري قبل حوالي 42 عاما.