حث مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المحققين والقضاة على الالتزام بالأمانة وتحقيق العدل، محذرا إياهم من مغبة الغش والمحاباة. وأوضح المفتي العام في خطبة الجمعة أمس من جامع الإمام تركي بن عبد الله وسط الرياض، «من أنواع الغش، غش المحققين والقضاة؛ فالمحققون إذا اتقوا الله في أمرهم وحققوا التحقيق المطلوب فلم يغشوا ولم يخدعوا كانوا أمناء، وإن كان تحقيقهم مراعى فيه مصالح شخصية ومنافع مادية كان ذلك غشا للمسلمين». وأضاف «القاضي إذا وفقه الله فقضى بالعدل كان من أهل الجنة بتوفيق الله، فالقاضي عليه واجب العدل في قضائه وألا يماري أو يحابي وأن يكون قصده الله والدار الآخرة». وحذر آل الشيخ من الغش في الشهادة بخلاف الواقع، الغش في الأنظمة والقوانين، الغش التجاري في السلع، كتمان عيوب الزوجين، التلاعب في الشهادة المهنية، صيانة السيارات والأجهزة وغيرها، سوء التخطيط وقلة الإدراك، إعطاء المشاريع ميزانية ضخمة فوق ما تستحق لأجل الربح من وراء ذلك أو لتنفيذ سيئ ليتبين بعد حين الخلل في التنفيذ، إبرام عقود متعددة يربح فيها الواحد تلو الواحد فيكون الغش والنتيجة إلحاق الضرر بالمجتمع، أو ترسى العقود على جهات معينة لا يمكن أن نتجاوزها لأنها تبذل من الرشوة ما تبذل وتنفذ على قدر أهوائها، وقال: «كل هذا من الغش للأمة في مصالحها العامة، فالواجب على المسلم البعد عن هذا وتقوى الله في أموره كلها». وأردف «من أنواع الغش، الغش الإعلامي، وذلك بإشاعة الأراجيف والأكاذيب والباطل وتصيد الأخطاء وتصويب السهام على ذوي التقى والصلاح أو على مسلمات الدين وثوابته»، مضيفا «كل هذا من الغش، إذ الواجب على الإعلام الإسلامي تحري الصدق فيما ينفع الأمة ويجمع شملها ويعود عليها بالخير في الحاضر والمستقبل». ولفت آل الشيخ إلى أن من الغش أيضا «الغش في الوظائف، بألا يؤدي الموظف واجبه على الوجه المطلوب ويريد التخلص من الوقت ولا يكون دقيقا في أدائه ويراعي المصالح الشخصية ويجعل أداءه مبنيا على مصالح خاصة وما يعود عليه بالمنافع المادية».