وصف مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ "الغشاشين" بكافة أنواعهم سواء التجارية أو غيرها، ب"الكذابون الخائنون"، مبينا أن كافة مكاسبهم المادية المستربحة بالغش والرشوة محرمة، مذكراً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال "من غشنا فليس منا". ودعا آل الشيخ في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض أمس، كافة المسلمين إلى "الصدق والإخلاص في العمل والبيع، والتعامل مع الآخرين وما ولي عليه من عمل"، واصفا كافة الأموال المستربحة بالغش وبالرشوة ب"المكاسب المحرمة". وبيّن آل الشيخ أن من صفات المسلمين الصدق والنصح، وما غير ذلك من انحراف يعتبر غشا وكذبا وخيانة، معبرا عن معنى الغش ب"انطواء القلب على الغل والحقد وعدم إبداء النصيحة". وأشار إلى أن الغش له أوجه عديدة منها إخفاء عيوب السلع وعدم توضيحها لمستهلكيها، مبينا أن من أنواع الغش التجاري إخفاء عيوب مواصفات السلع وإظهار كمالها، وأن ذلك من أشد الغش كونها جاءت بالاتفاق مع المصانع الأجنبية بجعل مواصفاتها رديئة وإظهار العكس في استبانة مواصفاتها. وأوضح آل الشيخ أن وسائل الإعلام كشفت عن دفع موردين مبالغ طائلة للمصانع الأجنبية لتخفيف المواصفات وجعلها رديئة وإظهار مظهرها ب"حسن الجودة"، واصفا ذلك الإجراء بخيانة الأمة والمجتمع. وأضاف أن من أنواع الغش السكوت وكتمان عيوب "الزوجين" سواء خلقية أو أخلاقية، إذ إن الواجب الصدق والوضوح والبيان. وأكد آل الشيخ أن من أنواع الغش ما ينطوي على قلوب بعض الناس بالشك في القيادة والتستر على أرباب الفساد والانحراف والفئات الضالة والتستر عنهم والدفاع عنهم ومد يد العون لهم، ومن الأنواع سرقة البحوث والأفكار، والتلاعب في الأموال العامة. وذكر أن من أنواع الغش الكذب في الشهادات المهنية واقتناء الشهادات المزورة بالمال، ومن أنواع الغش غش الأمة في مشاريعها ومصالحها الكبرى والمتمثلة في سوء التخطيط وقلة الإدراك. ولم يخلِ آل الشيخ ساحة الإعلام من الغش إذ قال "الإعلام قد يغش الناس بالأخبار الكاذبة أو تصيد الأخطاء، وتصويب السهام إلى ذوي التقى والصلاح، إذ الواجب عليه تحري الدقة فيما يقول".