دخلت المظاهرات الليبية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس معمر القذافي لليوم الرابع وانتقلت من بنغازي إلى العاصمة طرابلس، في الوقت الذي أفاد فيه شهود عيان في تصريحات تلفزيونية، وسط انقطاع شبه تام لكل أشكال التواصل الإعلامي في ليبيا، أن الطائرات والمدافع واجهت المتظاهرين في العاصمة طرابلس بالقصف، مشيرين إلى وقوع «مجزرة» في حيي فشلوم وتاجوراء في المدينة، حيث جرى إطلاق النار عشوائيا على السكان مما أدى إلى وقوع قتلى من بينهم نساء. فيما أفادت مصادر صحافية أخرى عن وقوع 160 قتيلا في اشتباكات طرابلس. في هذه الأثناء شكل سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي لجنة تحقيق تضم جمعيات حقوقية أجنبية لتحديد أسباب «سقوط العديد من الضحايا» خلال التظاهرات التي تشهدها البلاد، حسبما أفاد التلفزيون الرسمي الليبي. وحول هروب الرئيس القذافي إلى فنزويلا، نفت السلطات الفنزويلية أن يكون الزعيم الليبي في طريقة إليها، بعد أن صرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أنه اطلع على «معلومات تشير إلى أنه (القذافي) في طريقه» إلى هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية. وحول صدى ما يجري في ليبيا من قتل بحق شعب أعزل، دانت دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرون في بيان مشترك قمع التظاهرات في ليبيا ودعت إلى وقف العنف على الفور. وبدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الزعيم الليبي معمر القذافي إلى «وقف العنف فورا» ضد المتظاهرين في بلاده، وإلى حوار شامل. وقال المتحدث مارتن نيسركي إن بان كي مون أجرى محادثات «مطولة» مع القذافي على الهاتف. وأضاف أن «الأمين العام أعرب عن قلقه البالغ من تصاعد العنف وأكد على أنه يجب أن يتوقف فورا». إلى ذلك، أعلنت السلطات الإيطالية حالة التأهب القصوى في جميع قواعدها الجوية إثر هبوط طائرتين عسكريتين ومروحيتين مدنيتين قادمة من ليبيا في مالطا في وقت سابق، حسب ما نقلت وكالة انسا الإيطالية للأنباء. وأكدت مصادر في وزارة الدفاع الإيطالية ردا على سؤال لوكالة انسا في أبو ظبي حيث يوجد وزير الدفاع الإيطالي انياتسيو لا روسا «رفع حالة التأهب إلى المستوى الأقصى». وأفادت مصادر مالطية أن الجنود الأربعة الذين وصلوا على متن الطائرتين العسكريتين الليبيتين أعلنوا بأنهم فروا من قاعدة بنغازي العسكرية التي احتلها متظاهرون. وطالب العسكريون الأربعة بتزويد الطائرتين بالوقود. وذكرت المصادر نفسها أن المروحيتين المدنيتين تلقيتا إذنا بالهبوط في لافاليتا، إلا أنهما لم تتلقيا إذنا بمغادرة ليبيا ما يدل على أن العسكريين الأربعة فروا من ليبيا التي تشهد مواجهات دامية للغاية بين قوات الأمن الليبية ومتظاهرين معارضين للنظام.