في الأسبوع الماضي أكدت إحدى الصحف أن وزارة التربية والتعليم بدأت جديا في قطع الطريق أمام انتشار كتب داخل المكتبات المدرسية تتبنى فكرا مضرا، وأن الوزارة أصدرت قرارا يسحب هذه الكتب من المكتبات، وأنها ستمنع أية كتب للمكتبات المدرسية عن طريق الإهداءات. وكانت الكتب التي تطاردها الوزارة عبارة عن كتب «لمتطرفين»، وأن إدارات التعليم في عدة محافظات بدأت بالتحرك، وتم إنشاء لجان لفحص الكتب في المدرسة شريطة أن تتكون اللجنة من معلمين أو معلمات من كل تخصص، وفي حال عدم وجود المتخصص في مجال ما يمكن الاستعانة من المدارس المجاورة، وأن يتم التأكد من أن الكتاب مفسوح من وزارة الإعلام، وأن تكون مادة الكتاب في خدمة المنهج الدراسي بمفهومه الشامل. في اليوم الثاني خرجت صحيفة أخرى بتصريح من وزارة التربية والتعليم يؤكد أنه لا يوجد لدى الوزارة قائمة محددة بعناوين كتب «مشبوهة» تسعى لتخليص مكتباتها المدرسية منها. كذلك أكدت الوزارة أن هناك لجنة فحص المصادر التعليمية في مقر الوزارة مهمتها متابعة ما يرد لها من تقارير حول الكتب التي تحتاج لفحص من قبل المتخصصين، وفي حالة التأكد من عدم صلاحية وجودها في المكتبة المدرسية يتم التعميم على المدارس بنين وبنات لسحبها في الحال. وشرح المشرف العام على مراكز مصادر التعليم في وزارة والتربية والتعليم «أحمد زعلة» آلية وجود الكتب في المكتبات، وأن إدارات المدارس ليس من حقها قبول الكتب المهداة في مكتباتها المدرسية إلا بعد إرسال عينات منها للجنة فحص المصادر التعليمية في الوزارة للتأكد من صلاحيتها ومناسبة وضعها في أرفف المكتبة المدرسية. ما لفت انتباهي في الخبرين ليس وجود كتب لمتطرفين أو عدم وجودها، بل أمران لا ثالث لهما. الأول: منع إدارات المدارس قبول كتب مهداة لمكتبتها، وهذا يجعلني أتساءل: إن لا تملك إدارات المدارس قدرة على معرفة الكتب المفيدة وغير المفيدة، فكيف يعلمون الطلاب وهم غير قادرين على معرفة ما المفيد وما السيئ؟ الأمر الثاني: تلك الوصاية العالية جدا على العقول من الابتدائي للثانوية، وكأن التعليم غير قادر على صناعة عقول تقييم ما الجيد وما المضر من الأفكار، أو ما المنطقي في ذاك الكتب وما هو ضد المنطق. فهل التعليم لدينا وبسبب الوصاية العالية جدا هو المسؤول عن صناعة عقول قابلة لأن يغرر بها، لدرجة أننا أصبحنا نتحدث عن الأسئلة المفخخة التي تغرر بالعلماء لانتزاع فتوى يريدها السائل؟ فمتى سيصنع تعليمنا عقولا غير قابلة للتغرير؟ S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة