أشهر عبارة قالها جاليلو قبل أو بعد محاكمته هي ليس بالضرورة أن تكون الأغلبية على حق. لقد أخذوا الرجل وقتئذ إلى السجن أو ربما قادوه إلى مكان آخر، ولكن هذه العبارة بقيت لاحقا في التاريخ وأضاءت العصور الوسطى فقفزت بها من المجهول إلى المعلوم واستلهم من خلالها فنانو أوروبا عبر أدوات اللون كثيرا من المواضيع وصاغ منها الفلاسفة قوانين ونظريات ورؤى، ولم يكن في تلك الأيام نشرات أخبار ولا أعلام ولا شيء من هذا القبيل، وغطس الرجل الفاهم وبقي الكثير من الأغلبية على السطح، ولم يخسروا الكثير لأنه لا يعنيهم إن كانت الأرض تدور أو بقيت في مكانها ساكنة. تلك هي الحقيقة فهناك من يعنيه شيء لأنه يحس ويفهم ويتألم ويتفاعل ولذلك فهو يدفع حياته ثمنا لإيمانه بالقيمة الكامنة وراء الكلام ومن خلفه الحكمة، وهناك من لا يعنيه شيء ولو وضعوا في أذنيه سلكا يستقبل صاعقة تنحدر إليه من السماء.. ومع ذلك تبقى عبارة جاليلو غامضة إلى اليوم، لأن هذا العالم لا يزال مسكونا بأغلبية تعتقد أنها على حق ومن الطرف الآخر أقلية تعتقد أنها على حق، ولكأنما انشطر العالم إلى فسطاطين كلاهما يرى في موقفه حقا وفي موقف الآخر باطلا وهكذا تسحق الأغلبية من يقفون أمامها بدعوى حق يبتغون من ورائه منافع ومصالح من نوع آخر، وبالطرف المقابل ما الذي يدرينا أن الأغلبية في دفاعها عن الحق إنما تقاتل عن تثبيت مصالح ومنافع بأوزان نوعية متباينة تقف وراء الخطوط العريضة للدفاع عن الحق. أولئك يقولون شيئا والآخرون يفعلون النقيض، ومن يطفو على السطح، لن يتوقف عن كتابة المدونات بأنه كان ذات يوم على حق!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة