أخطر عبارة ينشدها المصريون عبارة يسقط أمن الدولة. قبل 25 يناير الآيل إلى منصة التاريخ كانوا يقولون الشعب يريد إسقاط النظام، والعبارة في حد ذاتها بسيطة، وهي لا تخيف أحدا، فمن حق الناس إذا لم يريدوا شيئا أن يرفضوه وأن يتبرأوا منه؛ لأن العقد الاجتماعي بين الزعيم وملايين الناس لا يسري بالإكراه، وهكذا سقط النظام من خلال إعلان الفسخ الكبير. إنها قصة طلاق، ومسألة الطلاق لها جانبان. فإما أن يستقيل الرئيس من منصبه لأنه لا يريد الاستمرار فيه، وإما أن يعلن الطرف الآخر ممثلا في الشعب أو الأمة رفضهم لوجود النظام. لكننا الآن في الجمعة الماضية أمام قصة من نوع آخر، فالمصريون من خلال أناشيد العلن لا يريدون إسقاط النظام، وإنما يريدون إسقاط نظرية أمن الدولة. لقد اكتشف الناس من تلقاء أنفسهم أنه لا يوجد شيء اسمه أمن الدولة، وبحسب كلمات الشاعر المصري أحمد نجم «وأهو احنا عرفنا سبب جراحنا»، فهو من خلال هذه العبارة يعلن اعترافا جديدا من نوعه، بأن نظرية أمن الدولة ليست سوى فزاعة كان يستخدمها النظام لملاحقة أبناء الشعب، ولكي يبقى طويلا بغير إفادة منه، فيما دأب المتنفذون اللعب على العبارة لإرهاب الشباب، ولإدخال الخوف أيضا على رجالات الدين، وأيضا من أجل ابتزاز خيرات البلاد. لقد استيقظ المصريون، كما استيقظ إخوانهم في تونس سابقا، ولاحقا في ليبيا، ليكتشفوا أنه لا يوجد شيء اسمه أمن الدولة، لأن الشعب هو المسؤول عن أمن الدولة، كل إنسان بحسب اختصاصه وعلى قدر إيمانه بحب وطنه، وقد عرفنا أن المصريين يحبون مصر كثيرا ويجلونها، فمن ذا الذي يحميها بعد الله غير الشعب من المصريين أنفسهم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة