في حوار أجراه الزميل الروائي واسيني الأعرج، مع صحيفة اليوم السابع المصرية، قبل شهر ونصف الشهر تقريبا، ذكر أن الروايات الست التي صعدت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية، معظمها أعمال ممتازة، وتستحق الصعود، خاصة رواية صائد اليرقات القوية في موضوعها وصياغتها. وفي حوار آخر مع صحيفة جزائرية منذ عدة أيام، ذكر أنه باستثناء روايتي القوس والفراشة، وطوق الحمام، فإن الأعمال التي صعدت للقائمة القصيرة، كلها ضعيفة، ودون المستوى، وأن لجنة التحكيم، صعدت هذه الأعمال الركيكة، على حساب روايته الهامة البيت الأندلسي، وإنه رغم ذلك ليس غاضبا ورضي باختيار لجنة التحكيم. أمامي إذن رأيان مختلفان، لنفس الكاتب وفي نفس الموضوع، ولا أعرف أيهما هو رأيه، ليس ثمة اعتراض على أي منهما لو جاء منفردا، باعتباره رأيا حرا ونابعا عن قناعة، ويؤخذ به أو لا يؤخذ، ولكن أن أكون أمام رأيين نقيضين لا تفرق بينهما مسافة زمنية كبيرة، هذا ما يحير. وأنا شخصيا سئلت كثيرا كما سئل عن رأيي في كافة أعمال البوكر، وقلت رأيي في الذي قرأته منها، وكان رأيا واحدا لم أغيره، وسألني الجزائريون خاصة في عدة حوارات، عن رواية البيت الأندلسي، وقلت إنها رواية كبيرة وهامة، وعالجت موضوع ضياع الهوية بشكل مختلف، ووضحت هذا أيضا لصديقي الكاتب الكبير حين التقيت به. أيضا كتبت في موضوع اختيار الأعمال في أي مسابقة، وأن ذلك لا يعني فصلا نهائيا في أهمية الكتاب من عدمها، العمل المهم لا تنتقص من أهميته عدم نيله لجائزة، ولا تزيد أهميته لو نال تلك الجائزة، وقد هزم نصي توترات القبطي الذي أعتبره مهما، من قبل ولم أعترض ولم أهاجم، ولم أقل أن روايات ركيكة صعدت على أكتافه إلى الفوز. الكاتب إذن أمام مسؤولية كبيرة حين يسأل وحين يجيب، ودائما ما تؤخذ آراء أي كاتب، بحجم أهميته، وواسيني من الكتاب المهمين الذين قدموا تجارب محترمة، نالت صيتا كبيرا وحظا وافرا من القراءة، وشخصيا من معجبي أدبه، وأقتني مجموعته كلها، وكنت أتمنى لو أدلى برأيه السلبي هذا في مصر أيضا، أو رأيه الإيجابي، في الجزائر أيضا حتى نحصل على رأي واحد فقط، بدلا من رأيين نقيضين. كما قلت، فإن الكاتب في هذه السكة، لا يجب أن يتوقع إعجابا فوارا بكل ما يكتبه، أشخاص تعجبهم كتابته، وأشخاص لا تعجبهم، وهناك من لا يراه كاتبا على الإطلاق، وكل ذلك لا يهم، المهم هو ثبات رأي من يبدي إعجابه ومن لا يبديه. للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 104 مسافة ثم الرسالة