حقيقة بعض الناس لا دور لهم في صناعة الحياة الحديثة خاصة في الوقت الحالي فهم يعيشون على الهامش في كل شيء يحملقون عيونهم إلى شاشات الكمبيوتر وبرامج «فيس بوك» وثرثرات في الغرف المغلقة في «قوقل» أو «ياهو» أو «هوت ميل»، تنحصر أفكارهم ببوتقة معينة من الأحاديث التى ليس لها فائدة . وهناك البعض من الناس يملكون الإرادة والإصرار والمثابرة ليقدموا أعمالا إبداعية تحمل من المعرفة الشيء الكثير منها، ما يجسد التاريخ الإنساني في مختلف العصور يعبر عن الواقع ويترجم قضاياه بكل فخر واعتزاز. نحن مبهورون ومأخوذون بما حولنا من قشور، يخدعنا الظاهر بينما لا يفكر الكثيرون منا لحظة أن ننظر في جوهر الأشياء. ولو أمعنا النظر في الأمور لوجدنا أننا ظلمنا الأشياء في حكمنا الظاهر عليها، فإن عثر أحدنا حكمنا عليه بالسقوط النهائي، وإن تلعثم حكمنا عليه بالخرس وعدم القدرة على المناقشة. وما أتعسنا حينما يبهرنا الشخص الذي يحسن تنميق العبارات. قد يكون الأول في داخله من المعرفة والثقافة والبيان والقوة ما لا يحمله الثاني، وهي قدرات شخصية قد تكون خداعة في بعض الأحيان. حقيقتنا أننا جبلت طبيعتنا البشرية على الحكم بالظاهر دون تبصر الأمور، وإن كان مخادعا، والإهمال لصاحب الصوت الأعلى وإن كان مخادعا والإهمال لصاحب الصوت الضعيف وإن كان صادقا، ولنا في قصة موسى عليه السلام عبرة، حيث طلب من ربه أن يؤيده بهارون لأنه كان أفصح منه لسانا، ويستطيع أن يعبر لفرعون وقومه عما يريد موسى أن يقول لهم، وكان يدعو ربه قائلا (رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي). ومجمل القول إن التنميق أو البهرجة ليس بالبسالة والإقدام، وبنفس المعيار، فإن الخجل الصامت ليس بجبن أو تغليف فالحياة لا يمكن أن تقاس بما يدور على سطحها بل يجب التمعن في خفيها ولا يمكن أن تكون قشور المرئيات حكما عليها بل يكون الحكم بلبابها ولا نحكم على الناس بوجوههم بل بما تكنه صدورهم وقلوبهم، فليس كل ما تسمعه الأذن وتطرب له القلوب ولا كل الكلام الذي يحمل رنة الأجراس قصيدة ولا كل ما تراه العين من خطوط صورة. فالأغنية قد تكون مؤثرة بما فيها من مسافات صامتة مرتعشة والقصيدة قد تكون معبرة بما يتسرب إلينا عبرها من هدوء مستوحشين، في روح الشاعر والصورة لقد تكون أكثر وضوحا إذا حدق الإنسان إلى ما هو أبعد وأروع من ذلك. إن الصفات التي يتحلى بها البشر من الكرم، والبخل، والقوة، والضعف وتكون أشكالا زائفة تحمل خلفها حقيقة مغايرة تماما لما يبدو للناظرين، فربما يكون الكرم لأناني هو البخل وربما كان الضعف قوة. ما يعجبني في فرنسا وغيرها من الدول المتقدمة عند مواجهة مشكلة مهما كان أنواعها فإنهم لا يخجلون من الاستفادة من تجارب الآخرين، أما نحن فإن لدينا عقدة «أنا»، ولا نملك الشجاعة في اتخاذ القرارات، متخوفين من الفشل لنستفيد من التقدم التقني في تطوير أنفسنا وشؤون حياتنا العملية والعلمية، علينا أن نجرد أنظمتنا أمام أنفسنا، وأن نتعلم من تجارب الآخرين ولدينا اليقين الكامل بقدرتنا وحصيلتنا المعرفية. همسة استلهم وجدي جمرا ممتدا خلف الضوء. للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 268 مسافة ثم الرسالة