ونحن نعيش الأيام الاخيرة من شهر رمضان وهي أيام العتق من النار التي وعدنا بها ربنا سبحانه وتعالى ووعده حور هذه الأيام التي اجتمع فيها كل الفضل والكرم الرباني، علينا نحن البشر الخطائين ان نقف ونحاسب أنفسنا محاسبة تليق بذلك الكرم الرباني وتلك العطايا العظيمة وكلنا خطاؤون وخيرا الخطائين التوابون وأخطاؤنا كثيرة ومحاسبة انفسنا أمر واجب، وهذه فرصة عظيمة لتلك المحاسبة عسى ربنا أن يقبل توبتنا بعد ان نقلع عن ذنبونا التي اقترفناها وربنا سبحانه وتعالى قريب منا تواب علينا كما وعدنا في قوله تعالى(وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم أهدى) وقال سبحانه وتعالى(ان اله يحب التوابين) وبما اننا نعيش مرحلة من الفساد الذي ظهر في شخوصنا وفي مؤسساتنا وفي قيمنا، ولعلي هنا اشير ان الفساد له صور مختلفة منها فساد الاخلاق الذي ينطلق من سلوكياتنا الخاصة في ممارسة المعاصي المختلف الوانها والمتدرجة في مستوى اغترافها وهذه بالتأكيد هي الأكثر شمولاً وانتشاراً بين الافراد رجالاً ونساءً وشيوخاً وشباناً لذا على كل فرد منا أن يقف عند هذه الفرصة العظيمة التي منحنا اياها رب العالمين ونحاسب أنفسنا ونقلع عن تلك الذنوب ونتوب عنها لعل الله ان يتوب علينا ان نكون في معية من يعتقهم من النار. ثم ان على كل من اقترف ذنباً في حق هذا الوطن، من اهمال في اداء واجباته الموكلة اليه وقصر في أداء مهامه التي كلف بها أوتهاون أن يقف ويحاسب نفسه ويقلع عن ذلك الفساد عسى الله تعالى ان يتوب عليه ويدخله في معية من يعتق رقابهم ويكون من الفائزين وعليه ان يبدأ صفحة جديدة بيضاء ناصعة بالصدق والاخلاص والجهد والعمل المنتج الذي يتوافق مع قيم هذا الدين العظيم. وعلى كل من اعتدى على المال العام للدولة بأي صورة من الصور ان يقف ويحاسب نفسه بعد ان سنحت له فرصة التوبة والكرم الرباني حيث ان ما يمارسه انطلاقاً من مركزه الهام ومكانته الاجتماعية وسلطته القوية بالسطو على أموال ليست ملكاً له هو من اعظم الامور كونه ارتكب جرماً مضاعفا باعتدائه على اموال المسلمين وعلى حق من حقوق الله سبحانه وتعالى وكلاهما سيطالبان يوم الحساب وسيفقد فرصته العظيمة التي منحه الله تعالى بالعتق من النار في هذا الشهر الكريم. وعلى كل من مارس اسلوباً ملتوياً مخادعاً لكسب اموال بغير حق ولجلب أموالاً تحت مظلة الكذب والخداع واستغفال الابرياء من الناس ان يقف ايضاً ويحاسب نفسه ويعيد تلك الاموال لاصحابها لأن تلك الاموال ستكون ناراً تحرقه يوم القيامة وستكون وبالاً عليه لذا على كل من مارس اسلوباً من تلك الاساليب التي انتشرت كثيراً في هذه المرحلة ان يقف كثيراً ويحاسب نفسه ويستثمر تلك الفرص العظيمة ويعيد لكل ذي حق حقه وهذه فرصة عظيمة لمحاسبة النفس والفوز بالعفو الكريم والعتق من النار الذي لا يوازيه مال مهما كان حجمه. وليكن رمضان فرصة لنا جميعاً لتفعيل قيمنا الفاضلة من صدق وبر وعفو وأمانة وتكافل وتواد وتراحم واخلاص وعدل ووفاء وقيم اخرى لا حصر لها ولتكن هذه الايام الكريمة فرصة لنفتح صفحة جديدة في ممارسة تلك القيم الفاضلة ممارسة فاعلة صادقة والله تعالى من وراء القصد.