وفاة الملحن محمد رحيم عن عمر 45 عاما    مصر.. القبض على «هاكر» اخترق مؤسسات وباع بياناتها !    ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة    حائل: دراسة مشاريع سياحية نوعية بمليار ريال    «موديز» ترفع تصنيف السعودية إلى «Aa3» مع نظرة مستقبلية مستقرة    الاتحاد يتصدر ممتاز الطائرة .. والأهلي وصيفاً    "بتكوين" تصل إلى مستويات قياسية وتقترب من 100 ألف دولار    بريطانيا: نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا دخل المملكة المتحدة    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    النسخة ال 15 من جوائز "مينا إيفي" تحتفي بأبطال فعالية التسويق    القادسية يتغلّب على النصر بثنائية في دوري روشن للمحترفين    (هاتريك) هاري كين يقود بايرن ميونخ للفوز على أوجسبورج    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    مدرب فيرونا يطالب لاعبيه ببذل قصارى جهدهم للفوز على إنترميلان    الأهلي يتغلّب على الفيحاء بهدف في دوري روشن للمحترفين    وفد طلابي من جامعة الملك خالد يزور جمعية الأمل للإعاقة السمعية    قبضة الخليج تبحث عن زعامة القارة الآسيوية    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    "الجمارك" في منفذ الحديثة تحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة "كبتاجون    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العثمان: أنا ضد الانتخابات في الجامعات... وعضو التدريس ليس إنساناً «مقدساً»
نشر في الحياة يوم 03 - 08 - 2009

كشف مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان، في الجزء الثاني من حديثه ل «الحياة»، عن أسباب وقوفه ضد إعادة الانتخابات في الكليات والأقسام، كما كان معمولاً به في السابق، على رغم الخطوات الإصلاحية والتطويرية، التي شهدتها الجامعة خلال العامين الماضيين، وأكد أن المؤسسات التعليمية ليست مؤسسات شعبية أو مجالس بلدية.وأشار إلى أنه فقد 60 في المئة من دخله بعد تطبيق الكادر الجديد، الذي اُعتمد لأعضاء هيئة التدريس العام الماضي، لكنه على رغم ذلك أعرب عن سعادته به، كونه استطاع حل مشكلة ضعف دخل عضو هيئة التدريس في المملكة، وكذلك مشكلة عدم تمييز الكادر السابق بين العضو المبدع وغير المبدع. وتطرق العثمان إلى معايير ترشيح عمداء الكليات، ودور الطلبة والأساتذة في اختيار المرشحين، وعلاقة الجامعة بهم، إضافة إلى كيفية الرقي بمستوى الجامعة، للوصول بها إلى نادي الكبار، مؤكداً أنه غير راض على مستوى الحراك الثقافي، الذي تقوم به جامعة الملك سعود، إذ يرى أنها تستطيع أن تلعب دوراً أكبر من ذلك... وفي ما يأتي نص الحوار:
أعضاء هيئة التدريس في السعودية كانوا يأملون بزيادة ثابتة في الرواتب، ولكن خرج الكادر بمجموعة من الحوافز والبدلات فقط، كيف تقوّم مستوى الرضا بعد التطبيق الفعلي لهذه الحوافز؟
- قبل أن أجيب على سؤالك، لا بد من التنويه بخصائص الجامعات العالمية المرموقة، التي نريد أن تكون جامعاتنا يوماً ما في مصافها، وتشمل هذه الخصائص ثلاثة أمور، أولها استقرار الموارد المالية، وثانيها قدرة الجامعة على استقطاب واستبقاء المبدع والمميز والمبتكر، بصرف النظر عن جنسيته، وثالثها أن تكون العلاقة بين العاملين في الجامعة والجامعة علاقة تعاقدية مرتبطة بفترة زمنية، تجدد أو تلغى بناء على الانجاز، وجامعة الملك سعود تتوافر فيها هذه المواصفات حديثاً، فلدينا وقف ومشاريع بقيمة 1.4 بليون ريال، وإذا أضيفت قيمة الأرض فستتجاوز قيمتها بليونين، وسيكون لدينا دخل بواقع 200 مليون للبحث العلمي من الأوقاف، أما الاستقطاب فنجحت الجامعة في ربط اسمها بالفائزين بجائزة نوبل أو بباحثين مميزين، ولدينا برنامج اسمه برنامج الاستقطاب، متخصص في استقطاب المبدعين المميزين، وحول العلاقة التعاقدية أود ان أذكر أنه قبل تاريخ 1 رمضان الماضي، كان كادر هيئة التدريس فيه خللان رئيسيان، فيه ضعف من حيث الكم المالي أولاً، وثانياً انه لا يفرق بين المبدع وغير المبدع من أعضاء هيئة التدريس، ولذلك قدم وزير التعليم العالي، برنامجاً ورقياً للمقام السامي، وهذا البرنامج يعالج الخللين، فهو يرفع الراتب الأساسي، ويكافئ المبدع المميز، دعنا نأخذ كلية الطب على سبيل المثال، بعد تطبيق القرار زاد دخل أعضاء هيئة التدريس فيها 90 في المئة، أما أساتذة الجامعة المرتبطون بالكليات الموجودة في المحافظات، فزاد دخلهم 120 في المئة، وبرنامج الحوافز والبدلات له أهداف، الهدف الأول هو تحسين دخل عضو هيئة التدريس، وثانياً رفع الكفاءة التشغيلية للجامعة، وثالثاً زيادة عدد سنوات الخدمة لعضو هيئة التدريس لأطول فترة ممكنة، وسمي بدل نهاية الخدمة، وهذا البدل يساوي عدد سنوات الخدمة مضروب في آخر راتب، وهذا البدل طبق بأثر رجعي على من عيّنوا منذ 40 عاماً، أما الهدف الرابع فهو التحفيز على الإبداع والتميّز والابتكار، وبالتالي من يفوز بجائزة محلية له 10 في المئة، ومن يفوز بجائزة إقليمية 20 في المئة، جائزة على مستوى العالم الإسلامي 30 في المئة، جائزة عالمية 40 في المئة، ومن يسجل براءة اختراع، يحصل على 40 في المئة، ومن لديه اكتشاف طبي يحصل على 40 في المئة، وبالتالي هناك حزمة من الحوافز.
واليوم في جامعة الملك سعود مجموعة ليست بالقليلة من أعضاء هيئة التدريس يتقاضون ثلاثة أضعاف راتب المرتبة الممتازة، يعني ثلاثة أضعاف راتب مدير الجامعة، أنا اليوم كمدير جامعة بالكادر الجديد فقدت من دخلي 60 في المئة، ولا أقول هذا الأمر شاكياً أنا سعيد بعملي وبخدمة وطني، ولكن السؤال هو كم نسبة المبدعين؟ ليست بالقليلة ولا هي كثيرة، وكل جامعة ليس كل منسوبيها مبدعين ومتميزين لكن لو أبدعوا كلهم لحصلوا على هذه المزايا، هي فلسفلة، أقصد أننا لا نستطيع أن نعزل أنفسنا عن العالم، واستطيع أن أقول لك اليوم أن كادر أعضاء هيئة التدريس بالنسبة إلى المبدع والمتميز ينافس أي أستاذ في أية جامعة.
ألا تلاحظ أن عبارة التخصصات النادرة مطاطة جداً، فمن الذي يحدد التخصص النادر ليمنحه بدل الندرة؟
- التخصص النادر هو أي قسم يكون نسبة السعوديين فيه أقل من 50 في المئة فيعتبر نادراً، التخصصات ليست مثل بعضها البعض من ناحية القوة والحاجة من الوقت والتضحية بأطول فترة ممكنة من الوقت، هناك متابعة دقيقة ويوجد جوائز تحفيزية للأستاذ المتميز وجوائز تحفيزية للباحث المتميز، وحتى الطالب اليوم في الجامعة يشارك في تقويم عضو هيئة التدريس، وبدأنا هذا الأمر قبل عامين ونصف العام، وأنا أتابع منتدى الطلبة الالكتروني يومياً وهناك موظف متخصص في مكتبي يرصد الشكاوى الطلابية ويتم النظر فيها بشكل مستمر.
كيف تنظر لبعض أعضاء هيئة التدريس الذين يبحثون عن دخل أعلى خارج أسوار الجامعة؟
- هناك عقد بين الجامعة وبين أي شخص يعمل فيها، ومهما طورت الجامعة آليات الرقابة لن تستطيع أن تحد من المخالفة، ولكن الجامعة إضافة إلى تطوير آليات الرقابة هي تعتمد على الرقابة الذاتية فعضو هيئة التدريس مطلوب منه ثلاث وظائف رئيسية: التعليم، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، وفي نهاية الأمر العاقل خصيم نفسه.
في إطار الخطوات الإصلاحية والتطويرية التي انتهجتها الجامعة، هل تؤيد إعادة الثقافة الانتخابية في الكليات والأقسام؟
- جامعة الملك سعود أطلقت حزمة كبيرة من البرامج التطويرية ومن مزايا هذه الحزمة أنها اعتمدت على دراسة أكثر تجربة أكثر من 90 في المئة من الجامعات العالمية المرموقة في أكثر من 13 دولة متقدمة، في مصطلح المرجعية يبرز السؤال التالي: أنت تريد أن تصبح مثل من؟ وفي التواضع ترى من هو أقل منك، وفي المنافسة ترى من هو أحسن منك، ولذلك حلم جامعة الملك سعود حلم كبير جداً ولكن عندي ثقة مطلقة بالله سبحانه وتعالى ثم الإرادة السياسية للإصلاح لولاة الأمر، مصحوبة بدعم غير طبيعي، أن جامعة الملك سعود التي ستكون في نادي الكبار، وحتى تكون في نادي الكبار يجب أن يكون عندك التطوير شمولي، هذه مقدمة لسؤالك، قبل ما أتحدث عن الثقافة الانتخابية، أنا ضد الانتخابات في الجامعة، لأنه يسع الجامعات السعودية ما يسع الجامعات العالمية المرموقة، فالجامعات العالمية المرموقة ليس فيها انتخابات، فمثلاً رئيس جامعة هارفارد هو من يعين العميد وينهي خدماته وكذلك رئيس القسم، يحدث في جامعة وهي من أفضل الجامعات، فمدير الجامعة هو الذين يعين العميد وهو الذي يفصل العميد، وهو الذي يعين رئيس القسم وهو الذي يفصله، فالمؤسسات التعليمية ليست مؤسسات شعبية أو مجالس بلدية، أنا أقول لك أنني لا اتفق مع الإجراء الحالي في ترشيح العمداء في نظام مجلس التعليم العالي الذي كتب في عام 1414ه لأنه يحتاج إلى تطوير وجامعة الملك سعود طورته، نريد أن نمارس الممارسات الناجحة من دون أن يكون مدير الجامعة مركزي كبعض من تلك الجامعات التي درسنا تجربتها ويفوق عددها 90 جامعة عالمية، فاليوم تعتبر جامعة الملك سعود الجامعة الوحيدة في بلادنا التي تعلن عن مناصب العمداء في صحيفة (رسالة الجامعة) وليس لمدير الجامعة أي دخل في الترشيح، إذ يتم الإعلان عن الحاجة إلى عميد لأية كلية، وللطالب المتخرج من الكلية الحق في أن يرشح من يراه مناسباً، ومن ثم تطلب اللجنة اختيار العمداء (لجنة مكونة من 9 أعضاء هيئة تدريس) من كل المرشحين خطة عملهم بعد موافقتهم على الدخول لهذه العملية، ويحق للشخص أن يرشح نفسه ويحق كعضو هيئة تدريس أن يرشح من يريد، ولابد من أن يكون للمرشح رؤية ورسالة بمثابة خطة عمل يريد أن يطبقها، ثم يعد تقريراً بتطابق المعايير على المرشحين كافة عبر11 معياراً، ثم تتم المقابلة الشخصية من اللجنة لاختيار الأفضل وفق المعايير، والآن انتقلنا على مستوى الأقسام بدأنا منذ عامين، واليوم جميع أعضاء مجلس الجامعة حضروا بهذه الطريقة، فجميع عمداء الجامعة بلا استثناء جاءوا عن طريق اللجنة فليس قراراً مركزياً من مدير الجامعة.
و يترأس اللجنة عضو مجلس شورى سابق والأعضاء أساتذة لديهم خبرة، يعني تركيبة لجنة الحكماء ان جاز التعبير، فهذا المتبع في أية جامعة عالمية بل ان الجامعة عينت عمداء من خارج جامعة الملك سعود، وعينت وكلاء من خارج الجامعة تقدموا وأثبتوا جدارتهم.
ما رأيك في مصطلح «السعودة» بالذات في الجامعة ومؤسسات التعليم العالي؟
- أنا لن أتحدث عن السعودة، الجامعة التي تريد أن يكون لها شأن كبير في المستقبل يجب أن تبحث عن المبدع والمتميز والمبتكر بصرف النظر عن جنسيته، ولكني انظر إلى «السعودة» من جانب آخر، بمعنى إذا وجدت فرصة عمل وتقدم خبيران بنفس المواصفات أحدهما سعودي والآخر أجنبي سأختار السعودي، اليوم يجب أن نصنع ثقافة جديدة تعتمد على الشفافية المطلقة، ويجب أن يعرف عضو هيئة التدريس بأنه ليس مقدساً، عليه واجبات وله حقوق، والجامعة تفتخر بأن جزءاً كبيراً من أنظمة التعليم العالي التي وضعت في عام 1419ه هي ثقافة جامعة الملك سعود، التي تفتخر بأن 75 في المئة من أعضاء هيئة التدريس بكلية الطب تخرجوا من أفضل ست جامعة في كندا، و25 في المئة ممن يعملون في كلية الطب تخرجوا من جامعة (ميغيل) وهي الجامعة رقم واحد على مستوى كندا، و80 في المئة من الذين يدرسون في كليات الهندسة خريجو أفضل عشر جامعات على مستوى العالم لأنه يوجد قائمة خاصة بجامعة الملك سعود.
ما سر خصوصية جامعة الملك سعود؟
- لأنها تريد أن تكون رائدة وعريقة، والصورة الذهنية التي ارتسمت عنها في فترة زمنية سابقة ليست على حق، جامعة الملك سعود هي جامعة عريقة ولا يليق بها إلا نادي الكبار، ولا تقارن نفسها بأي جامعة سعودية مع التقدير الشخصي، وأدعو كل الجامعات السعودية بأن لا يقارنوا بعضهم ببعض، وجامعة الملك سعود لم ولن تضع أي جامعة سعودية في منافسة لها، يجب على جميع الجامعات السعودية الثقة بأنفسهم وإثبات مؤشرات حقيقة على أرض الواقع، وليس مؤشراً واحداً بل يجب أن يكون هناك أكثر من مؤشر، يجب أن يكون شهود التميز في الجامعات السعودية أربعة شهود عدول، بمعني يجب أن تكون أكثر من أربعة مؤشرات تقيس تميز الجامعة.
كيف تقيم علاقة الجامعة بالإعلام والإعلاميين؟ في ظل غياب النقد فالكل يشيد بجامعة الملك سعود، وهل أنت مرتاح لهذه العلاقة؟
- جامعة الملك سعود ترحب بأي نقد هادف يضيف شيء، ولكن الجامعة ستتضرر صورتها الذهنية من أي نقد ظالم ليس له أي أساس، من صنع الحراك التطويري في جامعة الملك سعود هي شرائح كثيرة من ضمنها رجال الإعلام، و يجب أن تعترف الجامعة لأهل الفضل وهم الصحفيون ورؤساء التحرير وكتاب الأعمدة لأنهم أسهموا مساهمة فاعلة في أن تجمع الجامعة بليون وأربعمئة مليون ريال، ونتمنى من رجال الإعلام أن زيارة الجامعة وسيكون بيني وبينهم تحدٍ، فمن لم يزر جامعة الملك سعود لديه صورة ذهنية الآن عنها قد تكون إيجابية أو سلبية، لكني أضمن أن هذه الصورة الذهنية سوف تزداد حسناً، وأنا عبر هذه المقابلة أدعو رجال الإعلام والصحافة أن يشرفونا في بداية الفصل الدراسي الأول لهدفين رئيسين الهدف الأول اختبار الصورة الذهنية التي لدي رجل الإعلام، الهدف الثاني أن منسوبي الإعلام هم جزء من هذا المجتمع وعليهم مسؤولية أن يساهمون في أفكار تطويرية في جامعة الملك سعود وأي جامعة هي ملك للجميع.
بالنسبة للحراك الثقافي في المجتمع، هل ترى أن الجامعة لعبت دورها الحقيقي، أم أنها أمام عقبات مادية ومعنوية؟
- من الأشياء التي تختص بها جامعة الملك سعود عبر عمرها التاريخي هو الدور التنويري والثقافي، فهؤلاء المثقفين وكبار الكتاب خرجوا من رحم هذه الجامعة، فبالتالي جامعة الملك سعود عليها مسؤولية خاصة في المشاركة في الحراك الثقافي سواء داخل المملكة أو خارجها، هل أنا راضٍ عن الحراك الثقافي التي تقوم به جامعة الملك سعود؟ أقول لك: لا، ولكن هناك مجموعة من الأنشطة والفعاليات وبخاصة في هذا الأمر كاستقطاب محاضرين من توجهات فكرية عدة جاءوا إلى الجامعة وقدموا بها محاضرات، والجامعة تتعامل مع المثقف الذي لديه قيمة مضافة يقدمها لطلابنا فدعت عدد من المثقفين والعلماء والشعراء وقدموا.
وهنا لابد أن نعترف بأن الإقبال على الحضور المحاضرات والأمسيات الشعرية لم يعد مثل السابق، إذ استجدت وسائل بديلة وبالتالي من حيث الداخل عملت مجموعة من الأنشطة وستعمل مزيد من الأنشطة من حيث الخارج، الجامعة نظمت ندوة المثقفين السعوديين والفرنسيين برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين والرئيس الفرنسي، وهذا بعد ثقافي عالمي والجامعة تؤمن بالحراك الثقافي وهي جزء من منظومة الحركة الثقافية وأسهمت في تكوين الحراك الثقافي داخل المملكة.
ومشكلة جامعة الملك سعود أن حلمها كبير وأكبر عدوٍ للحلم الكبير هو الرضا بالانجاز، يجب أن تكون جامعة الملك سعود دائماً غير راضية عن إنجازها.
مدير جامعة الإمام ذكر في مقابلة صحافية ضرورة التأني في إنشاء الكراسي العلمية، وقال نحن لا نقلد الآخرين، في إشارة إلى جامعة الملك سعود، ما تعليقك على رأيه؟
- في البداية أحب أن أحيي الدكتور سليمان أبا الخيل على جهوده الكبيرة وزملائه لبرنامجهم التطويري بجامعة الإمام، ودائما جامعة الملك سعود تتحدث عن نفسها، وتتعامل مع كراسي البحث بمفهوم التجديد لا التقليد، فكراسي البحث في العالم هي تجربة قديمة ولا أحد يدعي اكتشافها، ولكن جامعة الملك سعود طورت هذا المفهوم عن طريق بعدين أساسين، ففي التجربة العالمية يكون هناك مشرف واحد للكرسي، أما نحن فشكلنا فريقاً بحثياً لا يقل عن خمسة بحسب تخصص كل كرسي، نصفهم يجب أن يكونوا خبراء عالميين، البعد الثاني عدم الصرف من الأصول، لدينا أكثر من 256 خبيراً عالمياً يعملون على برامج كراسي البحث، الجامعة تنشأ الآن فندقاً وبرجين من عوائد كراسي البحث، فلديها مشروع لبرامج كراسي البحث في الأوقاف بمبلغ 500 مليون جمعت منه 350 مليون ريال، وهذا الاستثمار لو لم يأت من كراسي البحث سوى 500 مليون تستثمر في الوقف للصرف على برامج كراسي البحث لكفانا ذلك، ومع ذلك فجامعة الملك سعود ما زالت تنتظر المزيد.
واليوم رفعنا عدد الكراسي إلى 89 كرسياً، وأي رجال أعمال ينتظرون موافقات جامعات أخرى فإني ادعوهم في جامعة الملك سعود خدمة للبشرية. أي رجال أعمال متبرعين ينتظرون طابوراً في أي جامعة أو مركز بحث فجامعة الملك سعود تدعوهم وستسهم الجامعة ب 50 في المئة من الكلفة.
وبرامج كراسي البحث في الحقيقة حققت إنجازات عالية مرموقة سجلت في المحافل الدولية باسم الوطن، وكان آخرها ما حققه المشرف على كرسي الشيخ محمد بن حسين العامودي لأمراض المناعة والحساسية الدكتور عادل المقرن، ويتمثل هذا الإنجاز في اكتشاف طريقة جديدة للحد من انتشار الخلايا السرطانية في الثدي والمستقيم والقولون، وتم الاكتشاف بمشاركة عالمية مع جامعة ولاية نيويورك، وهناك إنجازات سيعلن عنها مستقبلاً.
بعض الانتقادات تقول إن ميولك الكبيرة تجاه الشراكات الأجنبية مجرد زوبعة إعلامية، وآخرون يعتقدون أن الرؤية ضبابية لمستقبل هذه الجامعة، كيف ترد على ذلك؟
- أنا أحترم آراء الآخرين، ولكن تلك الجامعات التي نتعامل معها أسست منذ مئات السنين ولم يكن لديهم الحرج في أن يذهبوا إلى الجامعات الإسلامية والعلماء المسلمين في ذلك الوقت لكي يؤسسوا علومهم كعلوم الطب والرياضيات التي تزدهر في الدول المتقدمة، لم تكن لديهم غضاضة في فترة من الزمن أن يذهبوا إلى العلماء المسلمين ويستقوا هذا العلم منهم، والمعرفة ليس لها جنسية ولا دين، لماذا ننتقد تحالف جامعة الملك سعود مع الجامعات العالمية المرموقة ولا ننتقد الشخص نفسه الذي يشتري السلع الاستهلاكية المنتجة في تلك الدول المتقدمة؟
هناك من يرى أن برنامج الابتعاث الذي تقدمه وزارة التعليم العالي سيخلق مشكلة في المستقبل تسمى بطالة الأكاديميين بحكم الأعداد الكبيرة، ما استقراؤك لنتائج هذا البرنامج؟
- أنا اعتقد أن برنامج الملك عبدالله للابتعاث هو برنامج استراتيجي وطني للتنمية البشرية، ويعتبر هذا البرنامج أحد المفاخر الوطنية للتنمية البشرية الحديثة، وعند مقارنة عدد المبتعثين في السعودية بدول أخرى نجد أن المملكة تحتل صدارة الدول في الابتعاث.
وعلى سبيل المثال تعتبر الصين من الدول الرائدة في مجال الابتعاث، إذ يبلغ عدد المبتعثين 600 ألف مبتعث، ولكن هذا العدد ينسب إلى بليون و300 مليون نسمة، بينما في المملكة عدد المبتعثين 70 ألفاً وهذا الرقم ينسب إلى 20 مليون نسمة، فبالتالي دولة مثل الصين تحتاج إلى ابتعاث قرابة 6 ملايين حتى تكون منافسة للمملكة، ولو أخذنا هذه المقارنة على مستوى دول الابتعاث نجد أن من كل 100 ألف صيني يوجد ثلاثة مبتعثين في بريطانيا، ونحن في المملكة لدينا من كل 100 ألف سعودي 72 مبتعثاً لبريطانيا، و132 مبتعثاً في أميركا، بالمختصر هو برنامج نوعي جداً، واليوم اسمح لي ألا اسميه برنامج الملك عبدالله للابتعاث ولكن يجوز لي أن أطلق عليه جامعة الملك عبدالله العالمية للابتعاث.
ما رأيك في الدراسة التي أظهرت أن غالبية الأبحاث العلمية في الجامعات لا تسمن ولا تغني من جوع؟
- هناك أبحاث لا تسمن ولا تغني من جوع وهي أبحاث الرفوف، أما الأبحاث الحقيقية فهي التي تحول إلى منتجات تباع وتشترى، ولذلك تفتخر جامعة الملك سعود بأنها أول مؤسسة بحثية طرحت للقطاع الخاص 43 فكرة حوّلت إلى منتج، هذا هو الاقتصاد المعرفي، اليوم البحث الذي ليست له قيمة مضافة في المعرفة البشرية والاقتصاد الوطني هذا ليس بحثاً، فاليوم جامعة الملك سعود لا تعمل الأبحاث من أجل الأبحاث.
فالأبحاث استثمار وهو استثمار مهم جداً، اليوم جامعة الملك سعود أنشأت «وادي الرياض للتقنية» لكي تجسّر الفجوة بين الإنتاج البحثي وبين مستهلكي نواتج البحث، وفي «وادي الرياض للتقنية» لدينا استثمارات ببليون و600 مليون، من ضمنها 500 مليون ريال لشركة سابك التي تنشئ أكبر مركز بحث تطويري في «وادي الرياض للتقنية».
كم بلغت الاستثمارات الحالية في «وادي الرياض للتقنية»؟
- هناك مشاريع تحت الإنشاء كثيرة تقام حالياً بقيمة بليون و600 مليون ريال، لدينا البرج الذي توجد به منظومة الابتكار وهذا بمبلغ 150 مليوناً، والمركز الوطني لأبحاث السكر أيضاً بقيمة 150 مليوناً، واستثمار ل «سابك» تتراوح استثماراته بحدود 400 مليون باسم مركز تطبيقات بلاستك سابك، وكذلك المركز الوطني للتعليم الإلكتروني ب 80 مليون ريال، ومركز تطوير المهارات (مبنى المعرفة) بقيمة 300 مليون، وهناك مجموعة من المشاريع منها معهد الملك عبدالله لتقنية النانو، ومعهد الأمير سلطان للتقنيات المتقدمة، وكذلك مشروع مشترك في قطاع الأدوية بين الجامعة ومجموعة الزامل وأكسفورد العالمية.
كيف تنظر إلى الجامعة بعد رحيل عبدالله العثمان، هل ستسير وفق خطة مرسومة أم يأتي شخص وينسف كل جهودكم؟
- الجامعة مثلها مثل أي جامعة أخرى تبدأ بمبادرات فردية وتنتهي بتطوير مؤسسي، لا أنكر أن الجامعة بدأت بمبادرات فردية، لكن الشيء الجميل أن الدور الفردي يقل والدور المؤسسي يتعاظم، ووثّقت كل هذه الممارسات ووضعت في خطة استراتيجية وشارك بها خبراء وطنيون من الجامعة وبيت خبرة عالمي متخصص في بناء الخطط الاستراتيجية للجامعات العالمية المرموقة للعشرين سنة المقبلة، وأقرّت من مجلس الجامعة وأصبحت إحدى الوثائق التي تُسير جامعة الملك سعود اليوم وغداً.
وأود التأكيد على أن جميع البرامج التطويرية التي أطلقتها الجامعة خلال العامين الماضيين لن تكون عبئاً مالياً على موازنة الجامعة مستقبلاً، لأنه تم تأسيس برنامج لتوفير كل المتطلبات المالية لها وهو «برنامج أوقاف الجامعة».
يحق للطلبة الخريجين ترشيح العمداء ورؤساء الأقسام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.