اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس أنه لا يمكن تحديد توجهات السياسة الخارجية في الحكومة المصرية المقبلة، لكن بإمكان الولاياتالمتحدة التأثير عليها من خلال الروابط العسكرية والارتباطات بالمجتمع المدني والوعود بمساعدات اقتصادية. ورأت أن الخطوة الأهم الآن هي التعبير عن الثقة بمستقبل مصر ديموقراطية لأن المصريين ليسوا كالإيرانيين. وقالت رايس في مقالة نشرتها في صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أمس إنه فيما كانت القيادة المصرية برئاسة الرئيس المصري حسني مبارك تلمح إلى أنها فهمت أن الولاياتالمتحدة ستقف مع الشعوب التي تسعى إلى الحرية وأنها ستستجيب لشعبها، فإنها تراجعت عن ذلك و«الانتخابات البرلمانية كان غريبا وقانون الطوارئ بقي ساريا والوجوه المعارضة سجنت من جديد». ورأت أن نظام مبارك رحل، وثمة مخاوف مفهومة من ألا تكون نتيجة ما شهدته مصر جيدة، إذ إن جماعة «الأخوان المسلمين» تشكل القوة السياسية الأكثر تنظيما في البلاد، إلا أنها أوضحت أن «الولاياتالمتحدة تعي أن المسار سيكون طويلا وفوضويا في بعض الأحيان، وأنا لا أحاول التقليل من أهمية التحدي الذي تواجهه المصالح الأمريكية في ظل مستقبل غير مؤكد لمصر». وأوضحت أنه بالرغم من كل فشله، «حافظ مبارك على سلام بارد مع إسرائيل أصبح ركيزة السياسة المصرية الخارجية ودعم القيادة الفلسطينية المعتدلة وساهم في كبح حماس لكنه لم يتمكن من التصرف بشكل كامل لأنه كان خائفا من الشارع». وأضافت «لا يمكننا تحديد توجهات السياسة الخارجية في الحكومة المصرية المقبلة، لكن بإمكان الولاياتالمتحدة التأثير عليها من خلال الروابط العسكرية والارتباطات بالمجتمع المدني والوعود بمساعدات اقتصادية وتجارة حرة تساعد في تحسين حياة الكثير من المصريين». وشددت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة على أن «الخطوة الأهم الآن التعبير عن الثقة بمستقبل مصر ديموقراطية، فالمصريون ليسوا كالإيرانيين، ونحن لسنا في العام 1979، فالمؤسسات المصرية أقوى والعلمانية أعمق». ورجحت أن «الإخوان المسلمين» سينافسون للحصول على صلاحيات، لكن عليهم أن يوضحوا رؤيتهم هل يريدون فرض الشريعة؟ وهل يسعون وراء مستقبل مليء بالتفجيرات الانتحارية والمقاومة العنيفة ضد إسرائيل؟ هل سيستخدمون إيران نموذجا سياسيا؟ وهل ستجد مصر وظائف لشعبها؟. وأكدت رايس أن المصريين هم من سيحددون ما يأتي لاحقا، «والأشهر لا بل السنوات المقبلة ستكون مضطربة لكن هذا الاضطراب مفضل على استقرار الاستبداد الزائف، حيث تجد القوى السيئة موطئ قدم في هوة الحرية التي تخمد الأصوات الديموقراطية». وشددت «نحن لسنا في العام 1979 ولكن لسنا في ال1989 أيضا، وسقوط الشيوعية حل قيود الوطنيين الذين طالما رأوا في الولاياتالمتحدة منارة للحرية، وتاريخنا مع شعوب الشرق الأوسط مختلف جدا لكن على الولاياتالمتحدة أن تدعم قوى الديموقراطية ليس لأنها ستكون مخلصة أكثر لنا وإنما لأنها ستكون مخلصة أكثر لشعوبها». وقالت إن «الحكومات الديموقراطية بمن فيها الحليفة كثيرا لنا، لا تتفق دائما معنا لكنها تشاركنا الإيمان الأساس بأنه لا بد من حكم الشعب بالتراضي». وختمت رايس بالقول إن «أمامنا خيار واحد وهو الثقة بأنه على مر التاريخ الطويل هذه القناعات المشتركة ستكون أهم من الاضطرابات التي تقع أمامنا، وبالتالي فإن مصالحنا ومثلنا ستحترم».