اعتبر مدير صحة جدة الدكتور سامي محمد باداوود، أن مهمات إدارته في جانب الضنك مقتصرة في البرامج التوعوية وعلاج المصابين، رافضا التدخل في مهمات الأمانة في هذا الجانب. وقال ل «عكاظ»، إن زيادة حالات الضنك في جدة تعتبر غير مقلقة مقارنة بالأعوام الماضية، لافتا إلى «أن التركيز على بؤر الضنك أهم من مكافحة البعوض البالغ لتجنب الأجيال الجديدة من أسراب البعوض». وفيما يلي نص الحوار: • هناك اتهام موجه لصحة جدة بتقاعسها في مكافحة الضنك، خصوصا أن حالات الإصابات في تزايد مستمر بعد أمطار الأربعاء؟ هذا الكلام غير صحيح، فجهودنا مستمرة من خلال فرق الطب الوقائي الميدانية التي تجوب المنازل في الأحياء وتنفذ برامج التوعوية، وزيادة الحالات لا يعني فشل الجهود المبذولة من الصحة والأمانة. وبشكل عام، فإن الوضع غير مقلق أو مخيف، فعدد حالات حمى الضنك التي رصدت في جدة خلال هذا الأسبوع نحو 11 حالة مؤكدة حسب الإحصائية الأسبوعية من إجمالي 32 حالة اشتباه؛ أي بزيادة ثمانية في المائة عن الأسبوع الماضي الذي سجل ست حالات، واعتبر أن العدد طبيعي جدا مقارنة بالأعوام السابقة التي كنا نرصد فيها نسبا عالية، ورغم ذلك نشعر الأمانة بأن الحالات في تزايد حتى تتم مضاعفة جهود المكافحة. الصحة والأمانة • هناك تداخل في المهمات بين صحة جدة والأمانة في ما يخص (الضنك)، فما تعليقكم؟ لا نتدخل في مهمات الأمانة، فالمهمات في ما يخص (الضنك) محددة بين القطاعين؛ فالصحة مسؤولة عن التوعية والعلاج، والأمانة بالمكافحة والاستقصاء الحشري، وهناك آلية تعاون كبيرة بين القطاعين في هذا الجانب، حيث إنه في حالة رصد أماكن يرقات وبؤر البعوض فإنه يتم فورا إشعار الأمانة باتخاذ إجراءاتها في المكافحة. بؤر اليرقات • يلاحظ اهتمامكم بجانب رصد بؤر اليرقات، في الوقت الذي ينتشر فيه البعوض بشكل لافت للنظر في كل الأحياء؟ كما أشرت أن المكافحة من مسؤولية الأمانة وهي قائمة بجهودها، ولكن يهمنا التعامل مع اليرقات أكثر من البعوض البالغ حتى نتجنب وجود أسراب جديدة من البعوض البالغ الذي يمتلك قابلية إصابة الفرد بحمى الضنك، وهو توجه عالمي في المكافحة والتعامل مع يرقات البعوض. أبرز الملاحظات • من خلال جولاتكم الميدانية في استكشاف الضنك، ما أبرز الملاحظات التي رصدت؟ هناك ملاحظات عديدة؛ أهمها أولا: توجه بعض أهالي الأحياء التي تشكو من انقطاع المياه، خصوصا أحياء الصحيفة والجامعة ومدائن الفهد والكندرة، إلى تخزين المياه في المنازل بطرق تفتقد لكل الاشتراطات الصحية، فلوحظ أن حاويات المياه مكشوفة شكلت بيئة جيدة ليرقات البعوض، وهذا الأمر بالطبع مؤشر لانتشار البعوض وإصابة الفرد بحمى الضنك، مع التأكيد أننا لا نمنع تخزين المياه في المنازل ولكن نحرص على أن يكون التخزين محكما. ثانيا: لاحظنا أن بعض الأثاث والكماليات في البيوت التي تأثرت بأمطار الأربعاء ما زالت تحتوي على بقايا المياه رغم تنشيفها بطرق غير صحيحة، فظلت المياه مرتعا ليرقات البعوض، وتم توجيه الكثير من الأسر إلى معالجة هذه الأمور. ثالثا: من خلال جولاتنا في العمائر السكنية (تحت الإنشاء) لوحظ تواجد بقايا كميات لمياه الأمطار؛ سواء في السطوح أو البدرومات، وبعض هذه المياه شكلت بؤرا جديدة ليرقات البعوض وتم إبلاغ الأمانة بذلك قبل أن تؤثر على العمائر المجاورة. المبيدات المستخدمة • هناك اتهام أن المبيدات المستخدمة في الرش أعطت مناعة للبعوض، وبالتالي أصبح الرش الضبابي بلا جدوى؟ المبيدات الحشرية ونوعياتها ليست من مهمات تخصصنا، والرش الضبابي يدخل في دائرة الأمانة، ونحن لسنا مسؤولين عن تقييم جهود الرش أو غيره، ولكن في حالة رصد أي بؤر ليرقات البعوض في أي مواقع من الأحياء فإن دورنا يقتصر في إبلاغ الأمانة بذلك، لأنه كما أشرت يهمنا التعامل مع اليرقات أكثر من البعوض البالغ .