كشفت القيادات الإدارية في جامعة أم القرى عن أن إدارة الجامعة رصدت ميزانية تجاوزت 30 مليون ريال، لمواجهة مخاطر السيول التي تهدد المدينة الجامعية في العابدية، التي تقع بين أكبر واديين في مكةالمكرمة، هما وادي عرنة ووادي نعمان، وبينت أن الجامعة اتخذت حزمة من التدابير الاحترازية لحماية مقر الجامعة من خطر السيول، في مقدمتها إنشاء سد احترازي بارتفاع ستة أمتار على طول سور الجامعة. وأوضحت القيادات الإدارية في الجامعة في ملتقى «عكاظ» الإعلامي، أن المستشفى الجامعي سيبدأ العمل في تشييده في غضون ثلاثة أشهر بعد أن عدلت مخططاته البنائية، والتي صممت قبل 30 عاما دون مراعاة متطلبات المرحلة الحالية، لافتة إلى أن الجامعة تتبرأ من أزمة السكن للطلاب الذين يسكنون على حسابهم الخاص، وحملتهم مسبباتها ونتائجها، مشيرين إلى أن الجامعة توسعت في بناء فلل سكنية لأعضاء هيئة التدريس لتتجاوز 460 فيلا ستوزع قريبا، وأن هناك مشروعا يستهدف تأمين السكن لقرابة 20 ألف طالبة وطالب ستنفذه الجامعة خلال خطتها الاستراتيجية الحالية، لتقضي بذلك على أزمة السكن التي يعاني منها الطلاب. • «عكاظ»: مطالب أعضاء هيئة التدريس في جامعة أم القرى، من سكن ومستشفى جامعي، لا تزال تقبع في ذيل الاهتمامات، ما سر ذلك؟ كما أن طلاب الجامعة يعانون سنويا من أزمة سكن خانقة بسبب موسم الحج، ما الحلول المقبلة للقضاء على هذه الأزمة؟ الدكتور بدر حبيب الله: يجري حاليا تنفيذ مشروع إسكان لأعضاء هيئة التدريس في المدينة الجامعية، ويضم أربع مراحل انتهت الأولى وتشتمل على 46 فيلا، ويجري العمل حاليا في المراحل المتبقية، ووقعت وزارة التعليم العالي أخيرا عقدا لبناء 266 فيلا خلال مرحلتين، الأولى 133 فيلا والثانية 133، وبعد ثلاث سنوات ستكون لدينا 460 فيلا جاهزة للتوزيع على أعضاء هيئة التدريس، وسبب التأخر في التوزيع يعود إلى الأعداد الكبيرة في قوائم الانتظار، وليس لدينا إلا 46 فيلا جاهزة كما أسلفت، وهي ليست معزولة عن المشاريع الأخرى، وهي في منطقة عمل، ولن تكون مهيأة ومريحة لهم، وهذا ما جعلنا نتريث في التوزيع. إسكان الطالبات والطلاب أما سكن الطلاب، فلدينا خطة استراتيجية لبناء إسكان للطلاب، ويجري العمل حاليا في بناء ثلاث مجموعات، ونتسلم في منتصف العام الحالي المجموعة الأولى وتستوعب 280 طالبا، وبعد عامين سيكون لدينا سكن يستوعب 700 طالب، وفي المخطط العام للجامعة هناك مشروع لإسكان 20 ألف طالبة وطالب لخمس وعشرين سنة مقبلة، أما فيما يخص المباني المستأجرة التي تعمل الجامعة على استئجارها للطلاب فهي آمنة لا تقود إلى أزمة، حيث أنهم لا يخرجون منها في المواسم، أما الذين نجدهم في العراء فهم مستأجرون على حسابهم الخاص، ورفضوا إسكان الجامعة والدور المخصصة لهم، وهؤلاء يتحملون مسؤولياتهم. جسر احترازي • دقت جهات عدة جرس الإنذار من خطورة موقع الجامعة في العابدية، وحذرت من حدوث كارثة عند جريان الأودية المحيطة به.. ما التدابير التي اتخذتموها لحماية الجامعة من دهم السيول ؟ الدكتور بدر حبيب الله: الجامعة جغرافيا تقع في ملتقى واديين وادي عرنة ووادي نعمان، وهذا بلا شك يشكل خطرا، لأنهما من أكبر أودية مكة، خصوصا أن موقع مقر الطالبات والطلاب يقع في ملتقى الواديين، والجامعة اتخذت تدابير لحماية الموقع، حيث كانت سيول وادي النعمان تمر بمقر الطلاب ثم مقر الطالبات إلى نهاية الجبل، ثم تسير باتجاه وادي عرنة، وأنشأت الجامعة سدا احترازيا بارتفاع ستة أمتار لحماية قسم الطالبات والطلاب من سيول وادي النعمان، وعملت مجرى تحويليا للسيل المقبل من وادي النعمان، ونقلت نقطة التقاء الواديين إلى خارج الجامعة، إضافة لفتح مسار جديد لوادي النعمان بعرض 200 متر في بعض المناطق و90 مترا في مناطق أخرى نظرا للطبيعة الجبلية، فيما نفذت الجامعة مصارف داخل قسم الطلاب، لتصريف الأمطار السطحية، وفي حالة ارتفاع منسوب المياه المقبلة من وادي النعمان فوق نسبة «السد» يسير الفائض في المجاري ويصب في وادي عرنة، بمعنى أن الفائض فوق «السد» تمتصه المصارف، وحمى السد التحويلي قسم الطالبات والطلاب من سيول وادي النعمان، والجامعة ليست لديها مشكلة كبيرة مع وادي عرنة، وعند تأسيس مبانٍ للجامعة يؤخذ في الحسبان أنها تقع في منطقة سيول، ومعظم مباني الجامعة لا توجد فيها «بدرومات»، عدا نفق الخدمات ومساره لا يلتقي مع مسار السيول، ومياه الأمطار السابقة لم تدخل أنفاق الخدمات، إذ كانت المناطق مرتفعة عن مستوى الأرض، وينطبق هذا على مناطق الخدمات، مثل محطات الكهرباء، التكييف ومضخات المياه، والآن بدأنا تطوير قسم الطالبات وسنعمل مجاري حماية حوله لامتصاص المياه المتدحرجة من الجبال، وتصريفها لوادي عرنة المراكز البحثية في خطر • «عكاظ»: هذه التطمينات التي تبثونها هل ستكون كافية مستقبلا، وأين مكامن الخطر المتوقعة في أسوأ الظروف المناخية؟ الدكتور بدر حبيب الله: مشكلتنا الوحيدة تكمن في منطقة (أ)، وهي موقع المراكز البحثية، لأن وزارة النقل فتحت عبارات سيول عليها لتصريف مياه سيول مزدلفة إلى قسم مراكز الأبحاث، ما أدى لتضرر قسم الطالبات بالأمطار الأخيرة، وخاطبنا وزارة النقل بضرورة إغلاق عبارات السيول التي تصب في المدينة الجامعية، والعمل على تصريف السيول مباشرة إلى وادي عرنة دون المرور داخل أراضي الجامعة، فيما أجريت دراسات عن آثار السيول على الجامعة، ودرست ثلاثة فرق طبوغرافية وادي النعمان بالذات، وكميات الأمطار التي هطلت عليه خلال السنوات الماضية، وعمل نمذجة حاسوبية للسيول في وادي عرنة ووادي النعمان، وقدمت نتائج هذه الدراسات في ورشة عمل عقدت في الجامعة قبل أشهر، وهذه الدراسات كانت قائمة على أسوأ تصور ممكن حدوثه، وهو أن يفيض الواديان، وأوصت الورشة بأمور تتعلق بالجامعة، منها رفع الجوانب الكتفية للسد والعقوم الترابية، وتوسيع المجرى التحويلي بحيث يكون حده الأدنى 200 متر، والجامعة أخذت هذه التوصيات مأخذ الجد، وللتكلفة الكبيرة لتنفيذها قسمت على سنوات، فبدأنا بالأهم وسنطرح قريبا مشروعا لتطبيق هذه التوصيات، بحيث تنتهي خلال أربع أو خمس سنوات، والآن الخطر الوحيد في الجامعة هو عبارات السيول في قسم الطالبات، دون وجود خطر كبير على قسم الطلاب، وخصصنا 30 مليون ريال من الحصة السنوية لنا في ميزانية هذا العام، والبالغة 650 مليون ريال لبرنامج السيول في الجامعة. المستشفى الجامعي قريبا • «عكاظ»: قبل 30 عاما صمم المستشفى الجامعي، ولكنه لا يزال خارج خارطة البناء والتنفيذ بالرغم من الحاجة الماسة له، متى سيرى النور خصوصا أنه حلم أعضاء هيئة التدريس وطلبة الجامعة؟ الدكتور بدر حبيب الله: المستشفى صمم قبل 30 عاما وبدأ تنفيذه، ولكن بعد ارتفاع الأعمدة لاحظ المختصون، وخصوصا من كلية الطب، أن المستشفى لا يخدم توجهات الكلية خلال المرحلة المقبلة، فشكلت لجان متعددة لبحث الأمر، ولكن تباينت وجهات نظر أعضائها، فقررت الجامعة الاستعانة بمكتب متخصص في بناء المستشفيات، لإعادة التخطيط وتوزيع الفراغات في المخطط السابق، ووصلنا إلى مخطط نهائي، ونحن في صدد البدء في البناء مجددا، وبعد ثلاثة أشهر سنبدأ في البناء مجددا. الجامعة ليست مناطقية • «عكاظ»: يطالب مختصون في سوق العمل الجامعات بإغلاق بعض الأقسام النظرية فيها لعدم مواكبة مخرجاتها مع سوق العمل، هل تولي الجامعة اهتماما لهذا الطلب، وهل سنشهد في المراحل المقبلة الاستغناء عن بعض الأقسام النظرية؟ ثامر الحربي: ليس لدينا توجه لإغلاق أي قسم أو كلية في الجامعة، ومهمة الجامعة تكمن في التعليم وليس التوظيف، بمعنى نعمل على تأهيل جميع الكوادر في مختلف التخصصات، وربما أغلق القبول في بعض الأقسام خلال فترات سابقة، ولكن عادت تلك الأقسام إلى القبول مجددا، فرسالة الجامعة هي التعليم، ولا شك أن الجامعة تتجه صوب التوسع في الأقسام العلمية دون النظرية، لمواكبة متطلبات سوق العمل، ولكن هذا لا يعني إغلاق أي أقسام نظرية، وقد روعي ذلك في سياسة القبول في الجامعة، ويتضح ذلك من الأعداد التي يمكن لكل قسم قبولها وفق الضوابط والمعايير، وبما يضمن وجود مخرجات تعليمية عالية، والجامعة مفتوحة لكل طلاب المملكة، فليس القبول محصورا على مناطق بعينها، فكل من تنطبق عليه الشروط والمعايير يدخل الجامعة. الابتعاث الخارجي • «عكاظ»: عادت جامعة أم القرى إلى التوسع في ابتعاث أعضاء هيئة التدريس خارجيا لمواصلة دراساتهم العلمية، هل يرجع ذلك لضعف الدراسات العليا الداخلية وقصور في القائمين على البحث العلمي؟ الدكتور هاني غازي: إدارة البعثات والعلاقات الجامعية تسعى بشكل حثيث للارتقاء بمستوى المبتعثات والمبتعثين علميا وعمليا، وهناك 774 مرشحا للابتعاث من المحاضرات والمحاضرين والمعيدات والمعيدين، وهناك 417 مبتعثا إلى عشر دول، ووضعت الوكالة ممثلة في إدارة البعثات والعلاقات الجامعية ولجنة المعيدين والمحاضرين خطة استراتيجية قصيرة وطويلة المدى، ومن أبرز معالمها استقطاب المعيدات والمعيدين والمحاضرات والمحاضرين المتميزين، مع الاهتمام بالاختيار الأمثل لتخصصات المعيدات والمعيدين، وفق حاجة الجامعة المستقبلية، والحقيقة، لدينا فجوة في التخصصات العلمية والطبية والهندسية، وهذا ما دفعنا إلى الابتعاث الخارجي، كما لدينا وفرة في التخصصات النظرية والشرعية، وهذا توجه عام على مستوى الدولة، ولدينا ابتعاث داخلي في الجامعات السعودية المتميزة في بعض الجوانب، سواء النظرية أو العلمية.