أوصت ورشة عمل «تأمين جامعة أم القرى من مخاطر السيول .. الفرص والتحديات» المنعقدة في جامعة أم القرى في مكةالمكرمة أمس، على تحديد مجرى سيل واديي عرنة ونعمان، وعدم السماح بالبناء فيه، وإزالة ما هو موجود من إحداثيات سواء بنزع ملكيات أو وفق أي نظام آخر، إضافة إلى دعوة الجهات المعنية إلى التنسيق مع وزارة النقل على إعادة توجيه الأمطار التي يتم جمعها. ودعت ورشة العمل التي استمرت أكثر من خمس ساعات على مدى أربع محاضرات، وبمشاركة عشرة اختصاصيين، في توصية ثانية متعلقة بجامعة أم القرى توسعة عرض مجرى سيل وادي نعمان داخل الجامعة، وذلك بإزالة جانب من المنطقة الجبلية ليصبح عرضه 200 متر، بناء على الدراسة التي عرضت في المحاضرات، ورفع منسوب الحماية لضفتي مجرى وادي نعمان لما يوفر الحماية لكل من الجامعة ومنطقة الحسينية السكنية على السواء. وكذلك رفع منسوب الحماية لضفتي مجرى وادي عرنة بما يوفر الحماية اللازمة لجميع وحدات الجامعة، وضع خطة طوارئ للجامعة تكفل رد فعل إيجابي ومنظم عند الحالات الطارئة، مشاركة الجهات المعنية في الخطة لإبداء الرأي وتطويرها بشكل مستمر، توفير نظام إنذار مبكر للأمطار كشبكة إنذار للجامعة، إعداد خطة توعوية للمجتمع الجامعي للتعامل في حالة الطوارئ، ومراعاة اشتراطات خاصة للبناء في المدينة الجامعية تراعي مناسيب المياه وعدم التعرض لخطر الفيضانات. وتطرقت الجلسة الأولى في ورشة العمل إلى محورين، الأول لدرء مخاطر السيول عن الحرم الجامعي لأم القرى، والتي ألقاها كل من الدكتور سعود قطب، الدكتور عبدالله الغامدي، والدكتور عمرو الفقي من جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، حيث تناولت مكونات السد الذي يحمي الحرم الجامعي من السيول. وأوضحت الدراسة المقدمة في المحور الأول أن السد يحوي في قلبه تربة رملية طممية رملية ضعيفة التدرج مدكوكة ومغطاة بنسيج (الجيوفابريك) لتقليل النفاذية للماء على قلب السد، ثم الطبقة الخارجية وتتكون من ردم صخري، في حين أن مقاسات السد يتراوح ارتفاعه من متر واحد إلى ستة أمتار في طرفه البعيد عن الجبل، فيما عرض القمة من 5 8 أمتار، ويمتد السد بطول 1200 متر. وتمثلت الفرضيات التي احتوتها الدراسة الهيدرولوجية حصول أقصى عاصفة على وادي نعمان وأقصى عاصفة على وادي عرنة، حصول بناء وتعمير في وادي نعمان بحيث يضيق مجرى السيل نحو الجامعة من 600 متر حاليا إلى 200 متر، افتراض توسعة مجرى القناة التحويلية عند الجبل بعد السد بارتفاع 200 متر. بينما جاءت سبل الحماية التي تطرقت لها الدراسة في رفع أعلى مستوى السد بارتفاع عمودي يبلغ مترين، على امتداده الذي يبلغ نحو 1070 مترا، وكذلك رفع مستوى العقوم على جانبي المجرى، بحسب الدراسة الهيدرولوجية، وبطول إجمالي يبلغ 10600 متر لواديي نعمان وعرنة. بينما ما يتعلق بالخطوط الرئيسة للدراسة فقد جاءت في أربع خطوات تمثلت في استكشاف التربة، حسابات قدرة تحمل التربة نتيجة الأحمال الإضافية والهبوط المتوقع، وحسابات اتزان مقاطع من السد والعقوم ومعاملات السلامة، والتوصية بالمقاطع المناسبة والمواد المكونة لها. وتهدف الدراسة إلى تقدير كمية السيول الواردة من الواديين عند مختلف سنوات العودة، تقييم مدى كفاية السدود والقنوات الحالية لاستيعاب السيول المتدفقة وحماية الجامعة من أخطارها، تقييم النظام القائم لتصريف مياه الأمطار داخل الحرم الجامعي، تقديم مقترحات هندسية عملية لحماية الجامعة ومنشآتها من السيول وتحسين كفاءة شبكة تصريف مياه الأمطار، وإعداد وثائق المنافسة والمواصفات الفنية للحلول المقترحة. فيما هدفت الدراسة الهيدرولوجية إلى التنبؤ بقيمة ذروة التصرف وشكل المنحنى المائي للسيل، والذي يعتبر حجر الأساس لكل من التصميم الهيدروليكي والتصميم الإنشائي الأمثل للمنشآت اللازمة.