• أبلغ من العمر 17عاما وأدرس في الصف الثاني الثانوي، أحس بالضيق والتعب والملل من الحياة ولا أدري لماذا، ومهما شغلت نفسي تعاودني نفس الأعراض لدرجة أن تصرفاتي تغيرت كثيرا، ولم أعد أميز الخطأ من الصواب، حتى وصلت إلى درجة أشعر فيها بالندم على كثير من تصرفاتي ومنها التحدث مع الشباب، فكرت بالانتحار لشعوري أنه الحل الوحيد في علاج مشاكلي وتعديل أخطائي، وترددت رغم أن الانتحار ما زال مسيطرا على كل عقلي فماذا أفعل؟ منى الطائف ليس في رسالتك ما يشير إلى أن هذا الضيق كان بالقدر نفسه من الشدة، قبل أن يتغير سلوكك أم بعده، مع يقيني أنك بعد الشروع في تغيير سلوكك زاد الضيق عندك، فالواضح أنك فتاة رافضة في أعماقك لهذا النوع من السلوك إلا أنك تجدين نفسك منساقة فيه، لأن من كانت في مثل حالتك ستجد أنها مرغوبة حين تتكلم مع هذا وذاك، وبعد الانتهاء من التحدث يسيطر على نفسك الشعور بالذنب، وتدخلين في دوامة لا يكون الخروج منها إلا بمعاودة التحدث لهذا أو ذاك، والخروج من هذه الدوامة يتطلب منك وقفة مع نفسك، وسؤالها: إلى متى سأستمر في هذا الطريق؟ وإن لم تكن قدمك قد زلت فيما هو أسوأ من التحدث للشباب، فالمتوقع أن تزل عاجلا أم آجلا، ولن أستغرب لو وصلتني منك رسالة في المستقبل تقولين فيها أنك خرجت مع فلان أو علان، فالطريق الذي تسيرين فيه معروفة محطاته، ومن سار قبلك فيه مر على تلك المحطات التي من أشهرها الوقوع في الفخ، لذا أنت بحاجة ماسة لمثل هذه الوقفة مع نفسك، أما الشعور بالذنب نتيجة لمثل هذه الأخطاء فيمكن التغلب عليه من خلال تذكر أن الله عز وجل غفور رحيم، فقد ورد في الحديث القدسي: «يا ابن آدم لو أتيتني بملء الأرض خطايا ثم أتيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بمثلها مغفرة ولا أبالي». حاولي أن تقرئي كثيرا وتجمعي النصوص التي تتناول رحمة الله بالعبد وفرحه بتوبة عبده، واحرصي على مصاحبة بعض الفتيات الصالحات، والجئي لمن يبقى منتظرا التائب في الليل والنهار، قومي الليل وابكي في سجودك وتأكدي أن الغفار الرحيم لن يردك إن أنت لجأت إليه بصدق، وإن كان متاحا لك زيارة استشاري نفسي فافعلي لأن بوحك لشخص حكيم سيساعدك على تجاوز الأزمة.