لا يكفي أن يطلق على السجن اسم «إصلاحية» ليصبح مكانا لإصلاح أخلاق وسلوك من يحبسون فيه بعد ارتكابهم جرائم أدت إلى دخولهم السجن، وبعد صدور حكم ضدهم من المفترض أن يكون عادلا ومقابلا لما ارتكبوه من خطأ أو إجرام، لا يكفي تغيير وتلطيف وتحسين الأسماء بل لا بد من أن يطابق الواقع التسمية، أما إن دخل مخطئ الإصلاحية في جرم معين من النوع الخفيف، ثم تأثر بالأجواء الداخلية الموجودة في الإصلاحية تأثرا سلبيا لا سيما إن كان من صغار السجن أو من الشباب وسواء كان للتوقيف في إصلاحية حديثي السن أم في الإصلاحية العامة، فإن ذلك قد يعني أن الذي دخل في جريمة صغيرة أو متوسطة يمكن أن يخرج من سجنه فترة من الزمن ثم يعود إليه في جريمة قد تكون أشد وأنكى وأعظم من الجريمة التي كانت سبب توقيفه في المرة الأولى، وقد يكون دخول حدث أو شاب صغير لارتكابه حادث دهس مروريا أودى بحياة إنسان أو أدى إلى إصابته في أجزاء من جسده، وكان الخطأ المروري على ذلك السائق الصغير، ومن المصلحة أن يلقى كل مستهتر بالأنظمة المرورية، معرضا حياة الآخرين للأخطار ما يستحقه من جزاءات وعقوبات بما في ذلك التوقيف والسجن جزاء له وردعا لغيره وحماية لأرواح الناس، ولكن يجب ألا تكون ظروف التوقيف والسجن مؤدية إلى صناعة منحرف أو مجرم حديث الولادة، إثر لقائه بأقران سوء دخلوا «الإصلاحية»! في قضايا مخدرات أو انحراف خلقي أو جرائم سطو واعتداء على الآمنين، فيجرونه طوعا أو كرها إلى أتون الجريمة والانحراف والضياع، وكم يبلغ الهلع مبلغه عندما يرى أب ابنه الفتى أو الشاب المرتكب لحادث مروري يقاد إلى الإصلاحية أو السجن لقضاء أيام فيه وما ذلك إلا لوجود صورة ذهنية لدى أفراد المجتمع عما يمكن أن يحصل للموقوف حديث السن خلف جدران ما يسمى بالإصلاحية، ولعل في ما يتم تداوله مبالغة اجتماعية، ولكن لجان حقوق الإنسان سبق لها أن تحدثت عن تجاوزات في السجون وأمور تحتاج إلى إصلاح وترقية حسب ما نشر مرارا في الصحف المحلية وهي أمور تقوم الإدارة العامة للسجون بجهود مشكورة نحوها، ولكن المطلوب خطوات أوسع وأكبر حتى تصبح السجون «إصلاحيات» فعلا لا قولا!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة